1
ولبنان «النمري»، إلا أنهما لن يموتا عطشا.
إذا أحلك مسرح للتمثيل فوقع نظرك في أحد الألواج على شاب أو إذا شئت على كهيل - إذا ذهبنا إلى أن الشباب لا يجاوز الثلاثين من العمر - يرمي بالنظر نحو جميع الجهات، فلا يثنيه ويثلثه ويربعه ويخمسه إلا إذا أصاب ناحية تبطنها من الحسان سرب يرف، ولفت نظرك شاب أو كهيل متكئ على حافة «اللوج» بالقرب منه، عميق سمرة البشرة، حاد النظرات، مكفهر الجبين، هازئ الفم، ذكي اللفتات، بدين الجثة قصيرها؛ فقل هذا «أسعد عقل»، وذاك «ميشال زكور».
نادرا ما تسهر ليلة أريستوقراطية ولا تجد «زكورا»، ففي «الرستوران الفرنساوي» تجده، وفي «الميرامار» تجده، وفي «التياترو الكبير» تجده، وفي «الأمبير» تجده. تجده في كل ليلة من ليالي «سسيل سوريل»، و«ألكسندر وروبين»، و«ماري بل»، و«رمسيس»، و«فاطمة رشدي»، وتجده أحيانا في الأماكن الديمقراطية، ففي «قهوة النجار» تجده، وفي «مغارة شقير» تجده، وفي جريدة «البيرق» تجده، أما في جريدته «المعرض» فقد لا تجده.
شبل دموس
وجه مغشي عليه، أو نصف مغف، نقيض ما في صدره من البراكين.
عينان ساهيتان، كأنما لجت السنة بمعاقدهما.
جبين فيلسوف سامه الدهر أوزار السياسة.
إذا أثر يخطب في حلقة من الجلاس أو السمار ظهر فيه الحكيم على السياسي.
قصير القامة، أنقضت ظهره أوزار السياسة وتجانف الناس فأحنته.
Unknown page