Aḥkām al-jināʾiz 1
أحكام الجنائز ١
Publisher
مطبعة سفير
Publisher Location
الرياض
Genres
وكتب بعض العقلاء إلى أخ له يعزيه عن ابن له يقال له: محمد، فنظم الحديث الآنف شعرًا فقال:
اصبر لكل مصيبة وتجلد ... واعلم أن المرء غير مخلد (١)
وإذا ذكرت محمدًا ومصابَهُ ... فاذكر مصابك بالنبي محمد
الأمر السابع عشر: العلم أن المصيبة في غير الدين أهون وأيسر عند المؤمن، ولله دَرُّ القائل:
وكل كسر فإن الله يجبره ... وما لكسر قناة الدين جبران
وذكر أن امرأة من العرب مرت بابنين لها وقد قتلوا فقالت: الحمد لله رب العالمين، ثم قالت:
وكل بلوى تصيب المرء عافية ... ما يُصَبْ يومًا يلقى الله في النار (٢)
الأمر الثامن عشر: العلم بأن الدنيا فانية وزائلة، وكل ما فيها يتغير ويزول؛ لأنها إلى الآخرة طريق، وهي مزرعة للآخرة على التحقيق، وقد دل على ذلك الكتاب والسنة:
أما الأدلة من الكتاب:
١ - فقال الله تعالى: ﴿وَلَوْلا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكئوُونَ * وَزُخْرُفًا وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (٣).
(١) انظر: مقومات الداعية الناجح، للمؤلف، ص٢٦٠ - ٢٧٩.
(٢) برد الأكباد عند فقد الأولاد؛ لابن ناصر الدين، ص٦١.
(٣) سورة الزخرف، الآيات: ٣٣ - ٣٥.
1 / 195