291

Qawāʿid al-tarjīḥ al-mutaʿalliqa biʾl-naṣṣ ʿinda Ibn ʿĀshūr fī tafsīrihi al-Taḥrīr waʾl-Tanwīr

قواعد الترجيح المتعلقة بالنص عند ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير

Publisher

دار التدمرية

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

إذا انفك من مفصله؛ والمعنى: أنهم متشبثون بدينهم لا يتركونه إلاّ عند مجيء البينة. و(البينة) الحجة الواضحة. و(رَّسُولٌ) بدل من البينة (١).
وقال الفراء: " ويصدق ذلك: قوله ﷿: ﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ (٢) " (٣).
وأعجب هذا القول ابن عاشور حيث قال فيه: " وهذا تعريض بالتوبيخ بأسلوب الإِخبار المستعمل في إنشاء التعجيب أو الشكايةِ من صَلَف المُخبر عنه، وهو استعمال عزيز بديع وقريب منه قوله تعالى: ﴿يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ﴾ (٤) إذ عَبَّر بصيغة يَحْذَر وهم إنما تظاهروا بالحذر ولم يكونوا حاذرين حقًا ولذلك قال الله تعالى:
﴿قُلِ اسْتَهْزِئُوا﴾ " (٥).
وذكر ابن عاشور أن هذا القول تؤيده آية أخرى وهو قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ

(١) الكشاف / الزمخشري، ج ٦، ص ٤١١.
(٢) سورة البينة، الآية (٤).
(٣) معاني القرآن / الفراء، ج ٣، ص ٢٨١.
(٤) سورة التوبة، الآية (٦٤).
(٥) التحرير والتنوير، ج ١٥، ص ٤٧١.

1 / 296