168

Rules of Preferencing Related to Texts According to Ibn Ashur in His Exegesis Al-Tahrir wa Al-Tanwir

قواعد الترجيح المتعلقة بالنص عند ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير

Publisher

دار التدمرية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

إلى أصحاب الأيكة باعتبار أنهم قبيلتان، وهما مدين وسكان الغيضة الأصليون الذين نزل مدين بجوارهم، وهذا عندي هو مقتضى ذكر قوم شعيب ﵇ باسم مدين مرات، وباسم أصحاب الأيكة مرات " (١).
كما أكد الرازي هذا المعنى بقوله: " فإن قيل هلاّ قال أخوهم شعيب كما في سائر المواضع. جوابه: أن شعيبًا لم يكن من أصحاب الأيكة " (٢).
وقال أبو حيان: " وكان شعيب ﵇ من أهل مدين، فلذلك جاء: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا﴾ (٣) ولم يكن من أهل الأيكة، فلذلك قال هنا: ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ﴾. ومن غريب النقل ما روي عن ابن عباس ﵄ أن أصحاب الأيكة هم: أصحاب مدين، وعن غيره أن أصحاب الأيكة هم: أهل البادية، وأصحاب مدين هم: الحاضرة" (٤).
حجة أصحاب القول الثاني القائلين بأن أصحاب الأيكة هم أهل مدين:
قال ابن كثير مدللا على اختياره: " هؤلاء -أعني أصحاب الأيكة -هم أهل مدين على الصحيح. وكان نبي الله شعيب من أنفسهم، وإنما لم يقل هنا أخوهم شعيب؛ لأنهم نسبوا إلى عبادة الأيكة، وهي شجرة. وقيل: شجر ملتف كالغَيضة، كانوا يعبدونها؛ فلهذا لما قال: كذب أصحاب الأيكة المرسلين، لم

(١) التحرير والتنوير، ج ٧، ص ٧٢.
(٢) التفسير الكبير / الرازي، ج ٨، ص ٥٢٨.
(٣) سورة الأعراف الآية (٨٥).
(٤) البحر المحيط / أبو حيان، ج ٧، ص ٣٦.

1 / 172