219

============================================================

من غير ايجاب ، غير له وانه ان قصد به عين جزني في ذلسك العين ، وأوجب غيره فان كان مراده ايجاب ما هو وغير شيء ، كان قوله ان الله مبدغه خطا ، اذ اللاشيء لما كان هو ما لا يعتوره صفة ، ولايكون في مثل حاله من كوله جوهرا وعرضا ، وكان نفي صفات الشيء عن الله تعالي تنزيها وتقديسا ، يكون تعالي لا جوهرا ولا عرضا ، فتكون صفات الشيء لا صفة به ، ولا هي منه ، ولا هو تعالي مثلها ، فكأنه قال بقوله ان مبدع الشيء واللاشيء انه مبدع ذاته ، التي هي غير الشيء ، ومبدع الشيء الذي هو غير ذاته ، وذلك خطأ وان كان مراده نقي عين الشيء كان قوله ان الله تعالي ميدعه بخطأ، . اذ الشيء هو الابداع ، وهو عين الوجود ، ولا شيء هو نفي الابداع ، وابطال الوجود ، واذا كان لا شيء هو نفي الابداع ، فكيف يصح كونه مبدعا ، وقد نفاه عن ذلك المحال .

الفصل الوابع من الباب العاشر قال صاحب المحصول : مبدع الاشياء لا مل شيء فقط هو ولا شيء معه، لم يزل ، فاذا قلنا هو ولا سيء معه ، فقد نفينا الشيء واللاشيء ، وصيرناهما جميعا مبدعين ونفينا كل صورة بسيطة ومركبة عن هويته ، وجعلنا كل شيء ما يقع عليه القول ، او لا يقع عليه القول ميدعا معلولا بالحقيقة ، متناهيا ، وان الاشيء هو بعد الشيء ، لان حدوث اسمه انما حدث عند ظهور الشيء ونقول: قد تقدم من الكلام علي اللاشيء ما هو كاف ، وقوله مبدع الاشياء لا من شيء فقط، هو ولا شيء معه، لم يزل ينطوي فيه ما لا يجوز اعتقاده ، وذلك ان لا شيء ايجاب ما ليس بشيء عند الحكماء علي ما ذكرتاه ، فاذا قال هو ولا شيء معه ، فكانه قال هو وما ليس يشيء

Page 219