============================================================
القوة ، التي انقاذ شرف العقل بالتوفر علي فروضها ، والعكوف علي معالمها ، قلولا الأعمال والمناسك في الملة ، وما فيها من تمامية الأنفس بالمواظبة عليها ، والآخذ بها ، لهلكت الأنفس ، ولذلك لم يرد الله تعالي علي الملائكة حين قدروا ان ما هم عليه من العيادة كاف في باب القربة الي الله تعالي ، والتمامية لهم ، وانهم غير محتاجين بما هم عليه الي خليفة يعلمهم شيثا يأمرهم بالعمل ، بقوله : [اني أعلم ما لا تعلمون ] وانما قال الله تعالي ذلك ، لان الأكوان لما كانت من تقديره تعالي ، وحكمته ات كون بين القوة والفعل مترددة ، فتارة تكون بالقوة قائمة ، وتارة تكون بالفعل قائمة ، وكان الشيء لذلك عند انتهائه فيما له ان ينتهي اليه من القوة والقعل يرجع قهقريا ، اذا كان بالقوة الي الفعل ، واذا كان بالفعل الي القوة ، مثل الحار الذي اذا انتهي من الحرارة بطنت الحرارة ، وظهرت اليرودة ، ومثل الذائب من الاجسام وغيره ، وكذلك البارد اذا انتهي من البرودة بطنت البرودة ، وظهرت الحرارة ، ومثل اللج، ومثل المنعقد المجتمعة اجزاءه من الجبال اذا تناهي فيما له انعقد، ومي اليبوسة ، وظهر الانحلال في اجزاءه فيتفرق فيعود رما ، وغير ذلك من الموجودات في دار الطبيعة ، وكان العلم والجهل في عالم الكون والفساد ، كذلك تارة يكون الجهل بالفعل قائما ، والعلم بالقوة ، بمعني ان الجهل يكون عاما يوجود اهله ، والجهل (2) مفقودا بقلة اهله ، وكان الوقت وقت استيلاء الجهل ، وبلوغه نهايته بالفعل : واستبطان العلم، وبلوغه غاية نهايته بالقوة باندراس اثار المعلمين ، وتعطل مراسم الشرائع والأعمال بتطاول المدة، وتصرم الأزمان ، اعني بالشرائع ما ليس ضروري وجوده من الرلهوم والمناسك ، وكان اعني الملأ المتسمين بالملائكة في انفسهم اخيارا ، وفضلائهم حملة العلم في ذلك الزمان ، ومن يعبد الله علي حرف ، فقد رووا اتما هم عليه كاف في باب العبادة ، والتمامية ، وكان 2- في لسفة (ب) . جامتة (والعلم)
Page 198