196

============================================================

ان قول صاحب الاصلاح ثابت اذ ان لآدم شريعة ورسوم كما لغيره من النطقاء .

الفصل التاسع عشر من الباب التاسع قول صاحب النصرة : ان في تركيب العالم ونظمه في باب الدلالة علي التوحيد ، غني عن وضع الأعمال والأوضاع ، وان وضع الأعمال والاشارات قد ازال اكثيرا من الخلق عن التوحيد وأوقعهم في التشبيه ، وهذا محال جدا ، وذلك ان تركيب العالم ، ونظم وعجائب حكمته ، ومسا ي تركيب عالم الأجسام ، وتأليف الابدان ، ومزاوجة الطبائع المتضادة، في الأجسام المتباينة ، والأشخاص المقدرة في باب الدلالة علي التوحيد ، ني عن وضع افعال ، وأعمال متشابهة ، وأوضاع مختلفة تدل علي معان متفقة ، وعن امثسال ممثلة علي ممثول قائم ، ودلائل قائمة علي مدلول واضح ، وما في هذه الدلائل ، والأعمال المتناقضة من طريق الظاهر ، وما في هذه الأمثال المضروبة لاقامة حدود معلومة ، دليل علي نفس المتوحد اذ الأفعال المحكمة المتقنة العجيبة من العالم ، والأنفس تفني عن الأعمال والاشارات ، بل كثير من هذه الاشارات والأعمال والالفاظ الظاهرة ازالت اكثر الخلق عن التوحيد ، وأوقعتهم في التشبيه الذي لا يليق بأدني مخلوق من مخلوقاته ، محصول قوله ذلك ان في ترحيب العالم ونظمه في باب الدلالة علي التوحيد ، غني عن وضع الأعمال والأوضاع، وان وضع الأعمال والاشارات قد ازال كثيرا من الخلق عن التوحيد ، وأوقعهم في التشبيه .

فتقول : ان قوله ذلك يوجب ارسال الرسل وهذا فضل لا يحتاج اليهم ، وذلك ان

Page 196