============================================================
علي شيء الا بأمره ، فعمل هذا القول من الولي في الضد ففتر عما كان عليه ، فطوعت له نفسه قتل اخيه ، فنفسه علي الضد الثاني ، جري علي الضد الذي كان لا يحل ولا يعقد ولا يشاور إلا معه ، اي لما اعاد الضد الاول ما جري علي الضد الثاني ، قال له ليس الاعتقاد في الله وفي عبادته الا ما قلت ، والذي قاله هذا يعني الولي فهو الحاد ، وحسن له الامر في الوضع من الولي ، ومنعه من رتبته ، ونسبه الي انه لا يحسن شيئا ، فتله اي دفعه عن مرتبته ، وتفلب عليه وقال : ليست العبادة الا بهذا الظاهر ، ولا يما يقوله له هذا ، فأصبح من الخاسرين لما عبد الله يطاعة الناطق ، من دون طاعة الاساس ، وبالظاهر من دون الباطن، فيعث الله غرابا يبحث في الارض، اي لما تطاولت المدة وحان انتقال الضد ، اراد الولي ان يحكم الحجة عليه ، لتكون مفارقته العالم بعد تذكير ، فبعث اليه ( وهو قوله (1) فبعث الله ) اي القائم مقام الناطق الذي هو القائم مقام الله رجلا من اصحابه ليوضح له امره ومنزلته ، وما لله تعالي عنده من السر في سكوته عن طلب حقه ، ويجعل له مخرجا مما فعله ، ويشوقه الي رد الحق الي اهله ، وذلك معني بحث الغراب في الارض ليريه كيف يتخلص مما جني علي نفسه ، ويرشده الي الواجب ، قالرجل الذي بعثه ولي الله لذلك هو (محمد بن ابي يكر ) إذ هو من المختصين بالولي من جهة الدين ، وبالضد من جهة النسب ، ففعل محد ما بعث لأجله ، فتنبه الضد لجنايته ، ولانت نفسه وانقاد الي التزام ولايته ، ففلب الضد الثاني علي رأيه ، ومتعه عن مراده ، فيما هم يه من الاقرار لولي بحقه ، فتحسر فقال في نفسه لما منع : (يا ويلتي أعجزت ان اكون مثل هذا الغراب[ اي ياليت اني في مثابة هذا الرجل يعني محمدا ولده الذي هو غريب عن الولي ومثله في المحافظه علي عهد الله ودينه وكتمان 1- سقك في لستهرا).
18
Page 186