============================================================
الف كثيرا ، ومنهم من اقتصر علي القليل ، واقتصر علي الرسوم والالفاظ ، كما نري الصوم في شريعة موسي عليه السلام ، اقل مما هو ي شريعة عيسي عليه السلام ، او في شريعة عيسي ما هو اكثر مما هو ي شريعة محمد (صلعم) ، وكذلك سائر الاحكام في الدين نزيد وتتقص علي حسب اختلاق111 ادرارهم ، وعلي مقدار ما امروابه ، ولا يچوز ان يعتقد احد ان ذلك الدور العظيم الذي كان اطول هذه الادوار انقضي بلا عمل ، ومضي اهله بلا استفادة ، ولا رسوم ظاهرة جروا علي احكامها ، لانه اذا لم يكن عملا ، ولا استفادة ، ولا رسوم ظاهرة ، فلا تأويل ، ولا باطن ، ولا دعوة حتيقية ، لان الدعوة قام علي الشريعة ، والتأويل يقتضي التنزيل ، والباطن يقتضي الظاهر ، والمعني يقتضي المثل ، واذا لم يكن ظاهر فلا باطن ، ولا دعوة ولا شريمة ، فالخلق مهمل ، والنام جهال ، لان العلم مع العمل ، وهو اصل الحكمة عند الحكماء كما قالوا : ( الحكمة هي عمل مع علم) ومحال ان يقال ان اهل ذلك الدور هكذا كمان سبيلهم بل نقول : ان اول النطقاء استوجب اسم الناطقية لتأليفه الشريعة ولولا ذلك لما عد من النطقاء الستة ، ولو استوجب اقامة اساس يدعو الي توحيد الله تعالي ، واذا لم تكن له شريعة ولا دعوة ، فلا رسوم تقوم بها الاتماء بعده في دوره ، فيقيمون اللواحق علي رسم سائر النطقاء وهذا اعتقاد سقيم ، ولا يجوز ان يقال انه لم يكمن في ذلك الدور تنزيل ولا شريعة ، لان الامر والنهي انما يكون بوحي من الله ، واظهار امر اله هو تنزيل ، واذا ثبت الامر والنهي والتنزيل ، ثبتت الشريعة مظاهر الرسوم ، ودلت علي ان الناطق الاول كانت له شريعة فضلا عما يدل (1) في نسقة (ب) وردت اختلافهم في ادوارهم .
كتاب الرباض [12]
Page 179