168

============================================================

يشبهه من الوجه الذي هو انشاء التأييد الي قدره ، الذي هو التأويل ، وقد شبه نفسه به . والمعني الثاني اعلامه امته انه يستفيد من الاول واسطة الثالني فكان في كل ما يريد الوقوف عليه من الاول بواسطة الثاني يرجع اليه ، فكأنه قال ارجع في كل ما اريد ادراكه (1) الي من اهو السيب بيني وبين العقل وهو الثاني ، فهذا هو المعني الثاني والمعني الثالث وهو اشرفها ما قد ذكره صاحب الكتاب سلام الله عليه وهو فراره من شدة نور تأييد السابق ، الي تأييد التالي ، كما كان الجد مع قوته الروحانية ولم يقو علي احتمال ذلك حتي كادت هويته ان تتلاشي ، وهو قوله في قصة موسي عليه السلام هذا قوهما .

ونقول : اما صاحب الاصلاح فقد نحي في تأويل الآية نحوا مطابقا لما عليه الأمر في معني القضاء والقدر، وهو حسن ولو قال ايضا انه لما كان الي عليه السلام نبيا يلبيء علي المغيبات من الاكوان (2) والاحداث ، وعما في الضمائر بما كان الله تعالي قد خصه به من الوحي ، اراد ان يبين كيف كان يفتح له ما يلقي اليه بالجد فقال : ارجع وهو قوله افر فيما اعبر بالجد من جهة حدود الله تعالي جملة مما يكاد يكون من الاحداث والاكوان ، الذي هو قضاء الله الذي يخرج الي الفعل حتما الي قسدره الذي هو خلق الله تعالي من الأنفس والآفاق وحركاتها الدالة علي ما قدوه فيها ان يكون فينفتح لي ما كان بينا في باب الوحي ، ولذلك فقال الله تعالي : (ستريهم آياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتي يتبين لهم انه الحق) وقال الدين يتفكرون في خلق السموات والارض : ربنا ما خلقت(3) هذا باطلا) لا يدل علي ما تقدم وجوده ، وتأخر وجوده من الاكوان، (1) اسقطت الجملة بتامها في لسخلة(1).

(2) مقطت في لسخة (ا).

(3) سفحت الجملة بتمامها بنستة (أ).

Page 168