Riyad al-nufus fi tabaqat ʿulamaʾ al-qayrawan wa-¶ ifriqiyyat wa-zuhhadhum wa-nussakhum wa-siyyar min ahbarihim wa-¶ fadaʾilihim wa-awsafihim

Abu Bakr al-Maliki d. 464 AH
79

Riyad al-nufus fi tabaqat ʿulamaʾ al-qayrawan wa-¶ ifriqiyyat wa-zuhhadhum wa-nussakhum wa-siyyar min ahbarihim wa-¶ fadaʾilihim wa-awsafihim

رياض النفوس في طبقات علماء القيروان و¶ افرقية وزهادهم ونساكهم وسير من أخبارهم و¶ فضائلهم وأوصافهم

Investigator

بشير البكوش

Publisher

دار الغرب الإسلامي

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

إلى لوبيا ومراقية (١٤١) وذلك سنة خمس وستين، فوجد يزيد قد توفي وعبد الله بن الزبير خليفة بمكة، ومروان بن الحكم أميرا بالشام [فأقام هناك مرابطا] (١٤٢). [ولمّا ولي عبد الملك بن مروان واشتدّ سلطانه واجتمع إليه أكابر المسلمين] (١٤٣) فسألوه أن يبعث الجيوش إلى إفريقية لخلاص من فيها من المسلمين من يد «كسيلة»، وأن يعز بها الإسلام كما كان في أيام عقبة، فقال لهم: «ومن للأمر مثل عقبة؟» فاتفق رأيهم ورأي المسلمين على زهير بن قيس البلوي، وكان من رؤساء العابدين وأشراف المجاهدين، فوجه إليه عبد الملك بن مروان، يأمره (١٤٤) بالخروج على أعنة الخيل فيمن معه من المسلمين لغزو إفريقية. فلما اتصل ذلك بزهير سره وسارع إلى الجهاد، وكتب إلى عبد الملك يخبره بقلة من معه من الرجال والأموال، فأرسل [عبد الملك] (١٤٥) إلى أشراف العرب ليحشدوا (١٤٦) إليه الناس من الشام (١٤٧)، وأفرغ عليهم أموال مصر، فسارع الناس إلى الجهاد، واجتمع منهم خلق عظيم، فأمرهم أن يلحقوا بزهير، فلما وصلوا إليه خرج بهم إلى إفريقية، فلما دنا من القيروان [نزل بقرية يقال لها «قلشانة»] (١٤٨) وذلك في سنة تسع وستين، فبلغ ذلك كسيلة وكان في خلق عظيم من الروم والبربر، فدعا

(١٤١) يقول ياقوت (معجم البلدان ٦: ٧) إذا قصد القاصد من إسكندرية إلى إفريقية فأول بلد يلقاه «مراقية» ثم «لوبية».ينظر: معجم البلدان اللّيبية (مادة: لوبية ومرمريكا). (١٤٢) يبدو أن المؤلف حاول تلخيص النصّ المتداول في كتب المؤرخين واختصاره فأحلّ بالمعنى وما يقتضيه سياق الكلام، فحاولنا ترقيعه مستفيدين من جميع المصادر المعروفة والمذكورة أسفله. (١٤٣) عبارة الأصل: فاجتمع إلى مروان ... وفي المعالم: فاجتمع المسلمون إلى مروان. وقد حوّرناها بما يناسب السياق، لأن المالكي نفسه وكذلك الدباغ يذكران في خاتمة هذا النصّ أن عبد الملك هو الذي وجه إلى زهير بالولاية. ينظر تاريخ إفريقية والمغرب ص ٤٧، كامل ابن الأثير ١٠٨: ٤، صلة السمط ١١٤: ٤ ط، نهاية الأرب ٢٠: ٢٢، البيان المغرب ٣١: ١، نصّ جديد عن فتح المغرب ص ٢٩، عبر ابن خلدون ١٨٦: ٤. (١٤٤) في المطبوع والمخطوط: فأمره. والمثبت من تاريخ إفريقية وصلة السمط والمعالم والبيان. (١٤٥) زيادة من المعالم. (١٤٦) في الأصل: ليحشدون. (١٤٧) رواية المعالم تختلف قليلا عما هنا، ونصّها: «فأرسل عبد الملك رجال العرب وأشرافهم يحشدون عليه الناس من مدائن الشام. (١٤٨) زيادة من المعالم. وقد جاء اسم القرية هناك «قرشانة» حرفه الثاني راء. والتصويب من مسالك البكري ص ٢٩ والروض المعطار ص ٤٦٦.

1 / 46