Riyad al-nufus fi tabaqat ʿulamaʾ al-qayrawan wa-¶ ifriqiyyat wa-zuhhadhum wa-nussakhum wa-siyyar min ahbarihim wa-¶ fadaʾilihim wa-awsafihim

Abu Bakr al-Maliki d. 464 AH
72

Riyad al-nufus fi tabaqat ʿulamaʾ al-qayrawan wa-¶ ifriqiyyat wa-zuhhadhum wa-nussakhum wa-siyyar min ahbarihim wa-¶ fadaʾilihim wa-awsafihim

رياض النفوس في طبقات علماء القيروان و¶ افرقية وزهادهم ونساكهم وسير من أخبارهم و¶ فضائلهم وأوصافهم

Investigator

بشير البكوش

Publisher

دار الغرب الإسلامي

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

أحد، ثم نادى بأعلى صوته وهو يشير بسوطه: «السلام عليكم ورحمة الله!» فقال له بعض أصحابه: «على من تسلم يا ولي الله؟» فقال لهم: «على قوم يونس وهم من وراء هذا البحر، ولولاه لوقفت بكم عليهم»، ثم رفع يديه إلى السماء، ثم قال: «اللهم اشهد، أني قد بلغت المجهود، ولولا هذا البحر لمضيت في البلاد أقاتل من كفر بك حتى لا يعبد أحد من دونك». ثم (٧١) رجع إلى إفريقية. فلما دنا منها (٧٢) أذن لمن معه من أصحابه أن يتفرقوا ويتقدّموا (٧٣) فوجا فوجا إلى إفريقية، فلما انتهى [إلى] (٧٤) ثغر إفريقية وهي «طبنة» أذن لمن بقي معه بالانصراف إلى القيروان، ومال في خيل يسيرة يريد «تهودة» (٧٥) لينظر قدر ما يكفيها من الخيل، [فلما انتهى إليها نظر الروم إلى قلة من معه من الخيل] (٧٤) فقالوا: إن في [قتل] (٧٤) هذه الخيل (٧٦) قتل أهل الأرض، وظنوا أن ذلك عسكره فأغلقوا باب حصنهم ورموه بالحجارة وشتموه، وهو يدعوهم إلى الله وإلى رسوله، فلما توسط (٧٧) البلاد نزل، فبعثت الروم إلى «كسيلة (٧٨) الأوربي» فأعلموه بقلة من معه، فجمع له جمعا كبيرا من الروم والبربر، وزحف إليه ليلا حتى نزل بالقرب

(٧١) الخبر باختلاف يسير في المصادر المذكورة في التعليق السابق. ويضاف اليها مسالك البكري ص ٧٤ والاستبصار ص ١٧٥، الروض المعطار ص ١٤٢. (٧٢) في الأصل: فلما انتهى إلى ثغر إفريقية وهي عبارة سترد بعد قليل في موضعها. وقد أثبتنا ما يناسب السياق اعتمادا على ما جاء في المصادر وخاصة المعالم ومسالك البكري والاستبصار والروض المعطار. (٧٣) في الأصل: ويقدمونها. وأصلحها الناشر السابق: ويقدموها. والمثبت من الكامل ونهاية الأرب وصلة السمط. (٧٤) زيادة من المعالم. (٧٥) اختلفت المصادر المشار إليها في كتابة هذا الاسم فهو في بعضها بالدال المهملة «تهودة» وفي بعضها الآخر بالذال المعجمة «تهوذة» وفي قسم آخر استعيض عن التاء أو الهاء التي في آخره بألف مع اختلافها في إعجام الدال «تهوذا» أو إهمالها «تهودا». (٧٦) في الأصل: هذا الجيل. والمثبت من المعالم. (٧٧) في الأصل: توسطت. والمثبت من المعالم وبقية المصادر. (٧٨) يرى الاستاذ أ. ل. بروفنسال: أن ضبط اسم كسيلة بصيغة التصغير «كسيلة» هو من اختراع النساخ المحدثين، وربما كان الأصح أن يقرأ «كسيلة» على وزن كبيرة (نص جديد عن فتح العرب للمغرب ص ١٨) وينظر قراءة ابن الأبار لهذا الاسم (الحلة السيراء ٣٢٧: ٢).

1 / 39