فيهن؟» قال: «بلغني أنه ما يقولهن أحد حين ينتبه من نومه، إلا كان من الخطايا كيوم ولدته أمه».
قال أبو عقيل: «وسمعت أبا عبد الرحمن يقول أيضا: «إن الرجل إذا سلم على أخيه المسلم، فسأله: كيف أصبحت، فقال: أحمد الله إليك، كتبه الله ﷿ من الحامدين» فكان أبو عبد الرحمن إذا سئل: كيف أصبحت، قال: أحمد الله إليكم وإلى جميع خلقه.
ابن هبيرة (١٢) قال: سمعت أبا عبد الرحمن الحبلي يقول: «مثل الذي يجتنب الكبائر ويقع في المحقرات كمثل رجل لقيه سبع فاتقاه حتى نجا منه، ثم لقيه فحل إبل فاتقاه حتى نجا منه، ثم لقيه فحل خيل، فكذلك حتى نجا، ثم لدغته نملة، [فأوجعته] (١١) فتهاون بها وقد أوجعته، ثم أخرى ثم أخرى، ثم اجتمعن عليه فصرعنه، فكذلك الذي يجتنب الكبائر ويقع في المحقرات.
عمرو بن سعيد المعافري (١٣)، قال: سمعت أبا عبد الرحمن الحبلي يقول (١٤):
«لتركبن هذه الأمة سنن بني إسرائيل حذو النعل بالنعل» فقلت له: «وتتيه يا أبا عبد الرحمن كما تاهوا؟» فقال: «ثكلتك أمك، ومنذ متى أنتم في التيه؟».
قال اسماعيل بن زيد الأبلي (١٥): كنا نأتي عبد الله بن يزيد (١٦) الإفريقي وهو أبو عبد الرحمن فنجلس ونتحدث ونتخاصم في الشيء وهو معنا، وترتفع (١٧) أصواتنا، فنقول له: «ما عندك في هذا؟» فيقول: «ما سمعت ما قلتم، وإني لمشغول عن ذلك» للذي غلب على قلبه من محبة الله ﷿ والشوق إليه.