Risalat Tawhid
رسالة التوحيد
Publisher
دار وحي القلم - دمشق
Edition Number
الأولى
Publication Year
٢٠٠٣ م
Publisher Location
سورية
Genres
(١) وقد اتفق علماء الإسلام قديما وحديثا، وكل من يحتج بقوله وعمله من الفقهاء والداعين إلى اللَّه، على أن السجود - سواء سجود العبادة أو سجود التحية والتعظيم - لا يجوز إلا لله تعالى، هذا عدا الأحاديث الصحيحة التي بلغت حد الاستفاضة، وقد صرح فقهاء المذهب الحنفي، وأئمته بحرمة سجود التحية، وأفتى بعضهم بكفر من يفعل ذلك، قال شمس الأئمة السرخسي في المبسوط: من سجد لغير اللَّه تعالى على وجه التعظيم كفر «وقال العلامة ابن عابدين في رد المحتار ج ٥ ص ١٧٨:» يكفر بالسجدة مطلقا «، وقال العلامة ابن حجر في» الإعلام بقواطع الإسلام «:» ما يفعله كثيرون من الجهلة الظالمين من السجود بين يدي المشايخ، فإن ذلك حرام قطعا بكل حال، سواء كان للقبلة أو لغيرها، وسواء قصد السجود لله تعالى، أو غفل «وقد جمع الشيخ أحمد رضا خان البريلوي متوفى سنة ١٣٤٠ هـ، مائة وخمسين نصا فقهيا في حرمة سجود التحية في رسالة» الزبدة الزكية «فلتراجع. وقال الإمام الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي متوفى ١٠٣٤ هـ، في رسالة له كتبها إلى أحد أصحابه، وقد بلغه أن بعض أصحابه يسجدون له سجدة التحية، فلا يشدد في منعهم عن ذلك، قال ﵀:» يا أخي إن السجود الذي هو عبارة عن وضع الجبهة على الأرض يدل على غاية الذل والافتقار، وكمال العجز والتواضع، لذلك حصص هذا النوع من التذلل والتواضع لعبادة اللَّه تعالى، ولم يؤذن به لغير اللَّه «(رسالة عدد ٢٩٢ إلى السيد محمد نعمان من ضمن رسائل الإمام أحمد السرهندي) .
1 / 132