وعرفوا الرجوم (^١)، وزجروا السانح والبارح، وأثاروا الصيد وعلموا الجوارح، هم كروا نهر مهران (^٢)، وبنوا قصر غمدان، وحدوا بالركب للنخل من ودان (^٣)، فجابوا الأقطاب، واجتنوا الرّطاب، وملئوا الأوطاب، وميزوا التوكيت والتذنيب والإرطاب (^٤)، وانفردوا بالحكمة وفصل الخطاب:
سور القرآن الغر فيهم أنزلت … ولهم تصاغ محاسن الأشعار
قد كان يكفي يا ذات النحيين، وكبوح الحيين (^٥)، في بعض محاجّاتك، وعرض مداجاتك، أن هذذت شفتيك بلحنك الماخوري، وأنفذت حضنيك بنفثات أبى العلاء المعرّىّ، فأقمت فيها صغاك بالحرف العليل (^٦)، وبغيت فوق مبتغاك يا لئيم (^٧)، ما هو أقل من القليل، فأزحت (^٨) عن فشلك وخمولك، وأبحت هجوك وشتم رسولك؛ ثم شكوت قفار حالك، وأبنت واهي نثرك بزور انتحالك، فحسبك بها يا ذا العضب قرضًا وجزاء (^٩)، وانتهاء إلى الفهاهة لا أبا لك واعتزاء، واقتساما لأدبك (^١٠) بيد التدمير أجزاء.