وما ذكرت من إتاوة غسان، لسليح يا خطل اللسان (^١)، فتلك سارية من خلال الأزد، وفلال عرم السد، رازوا لقومهم البلاد فضلّوا، وفقدوا ملأهم فقلوا، فما عداهم، أن داهنوا عداهم، حتى استقلوا، وأمروا ففلّوا. ولمّا تدارك غابرهم، ودعا دراك حارثهم وعامرهم، قصروا خطاهم، وقصروا مطاهم، وأعطاهم جذع من سيفه ما أعطاهم (^٢)، ثم جعل قومه بعد يضربونهم في الأعراض والرواجب، ويناوبونهم بين الصفرية والرواجب (^٣)، حتى استرهنوا منهم قوس حاجب (^٤)، رغبةً في خفرهم، وإجارة سفرهم، وتجهيز لطائمهم، وتجويز خطائمهم (^٥)، وجعلت ملوككم تخوّلنا بالجائل والوضائع، وتنحلنا ضروب الوشى والقطائع.
وإساءات ذي الإساءة يذكر … نك يومًا إحسان ذي الإحسان
هذه أقيالكم الأكاسرة، وأجيالكم القياصرة، لاها الله (^٦) إلا الفيوج المتقاصرة، وعلوج بخت نصّر وناصرة (^٧)، عاملو المهن، وحاملوا الأهن (^٨)، وباذلوا