180

Risalat Ghufran

رسالة الغفران

Publisher

مطبعة (أمين هندية) بالموسكي (شارع المهدي بالأزبكية)

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٣٢٥ هـ - ١٩٠٧ م

Publisher Location

مصر

السُّول. أو أخذها عن جبرئيل، فى غير ولا تبديل. وسهّلوا له ما صعب من جبال العربيّة، فصارت حزونة كتاب سيبويه عنده كالدِّمات، وغني في اللُّجج عن ركوب الأرماث. وأمّا انحيازه إلى أبي الحسن، ﵀، فقد كان ذلك الرّجل سيَّدًا، ولمن ضعف من أهل الأدب مؤيَّدًا، ولمن قوي منهم وادًّا، ودونه لللنوب محادًا، وكان كما قال القائل: وإذا رأيت صديقه وشقيقه ... لم تدر أيهما ذوو الأرحام وكما قال الطّائيّ: كلُّ شعبٍ كنتم به آل وهب ... فهو عبي وشعب كل أديب والمثل السّائر: على أهلها تجني براقش. وذكر الصُّوليّ أنّه دخل على المتَّقي بعدما قتل بنو حمدان محمّد بن رائق، فسأله عن أبيات نهشل بن حرِّيّ: ومولىّ عصاني واستبدَّ برأيه ... كما لم يطع بالبفتين قصير فلما رأى ما غب أمري وأمره ... وناءت بأعجاز الأمور صدور تمنَّى نئيشًا أن يكون أطاعني ... وقد حدثت بعد الأمور أمور يقال: فعل كذا نئيشًا، أي بعدما فات، قال الشاعر: إنّك يا قطين ولت منهم ... لألأم مالك عقبًا وريشًا تناءت منكم عدس بن زيدٍ ... فلم تعرفكم إلا نئيشًا وما زال الشّبان المحسون من أنفسهم بالنهضة، يبغون ما شرف من المراهص، وكيف بالسّلامة من الواهص؟ والمثل السّائر: رأي الشّيخ خير من مشهد الغلام. ورمّا سار الطّالب سورّة، فواجهت من القدر زورةّ، إنّ الغفة من العيش، لتغني المجتهد عن البري والرّيش، ولكن لا موئل من القضاء

1 / 185