Risala Ila Ahl Thughr
رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب
Investigator
عبد الله شاكر محمد الجنيدي
Publisher
عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة
Edition Number
١٤١٣هـ
Publisher Location
المملكة العربية السعودية
Genres
Creeds and Sects
ولا سيما مع إزعاج الله تعالى قلوب سائر من أرسل إليه النبي ﷺ على النظر في آياته بخرق عوائدهم له، وحلول ما يعدهم من النقم عند إعراضهم عنه ومخالفتهم له على ما ذكرنا مما كان من ذلك عند دعوة موسى وعيسى ومحمد ﵈، وإذا كان ذلك على ما وصفنا بَان لكم - أرشدكم الله - أن طريق١ الاستدلال بأخبارهم ﵈ على سائر ما دُعينا إلى معرفته مما لا يدرك بالحواس أوضح من الاستدلال بالأعراض، إذ كانت أقرب (إلى) ٢ البيان على حكم ما شوهد من أدلتهم المحسوسة مما اعتمدت عليه الفلاسفة ومن تبعهم من أهل الأهواء، واغتروا بها لبعدها عن الشبه كما ذكرنا، وقرب من٣ أخلد (ممن) ٤ ذكرنا إلى الاستدلال به من الشبه، ولذلك٥ ما منع الله رسله٦ من الاعتماد عليه لغموض ذلك على كثير ممن أمروا بدعائهم وكلفوا ﵈ إلزامهم فرضه.
فأخلد سلفنا ﵃ ومن تبعهم من الخلف الصالح بعدما عرفوه من صدق النبي ﷺ فيما دعاهم إليه من العلم بحدثهم ووجود المحدث لهم بما نبههم عليه من الأدلة إلى التمسك بالكتاب والسنة وطلب الحق في سائر ما دعوا إلى معرفته منها، والعدول عن٧ كل ما خالفهما لثبوت نبوته ﵇ عندهم، ونبههم٨ بصدقه فيما أخبرهم به عن ربهم لما وثقته الدلالة لهم فيه، وكفتهم العبرة بما ذكرناه له٩.
_________
١ في (ت) ونسخة ابن تيمية "طرق".
٢ ما بين المعقوفتين من نسخة ابن تيمية.
٣ في الأصل، و(ت) "ما أخلد" وما أثبته من نسخة ابن تيمية.
٤ في الأصل، و(ت) ونسخة ابن تيمية "ما ذكرنا"، ولعل ما أثبته هو الصواب الذي به يستقيم المعنى.
٥ في (ت) ونسخة ابن تيمية "وكذلك".
٦ في الأصل "ورسله" بالواو، وما أثبته من (ت)، ونسخة ابن تيمية.
٧ في الأصل "على" وما أثبته من (ت) ونسخة ابن تيمية.
٨ هكذا بالأصل، و(ت) وفي نسخة ابن تيمية "وثقتهم".
٩ هكذا جاءت العبارة بالأصل، وفي (ت) "وكفتهم العبرة بها بما ذكرناه له" وفي نسخة ابن تيمية: "وكشفته لهم العبرة".
وهذا هو شأن أهل السنة والجماعة في كل مسائل الدين تمسكوا بما دل عليه الكتاب والسنة، وأجمع عليه سلف هذه الأمة، وما أحسن ما قال الإمام أحمد بن حنبل فيما وصفهم بقوله: "الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى... إلى أن قال: ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عقال الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب، يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علم". (انظر: مقدمة كتاب الرد على الجهمية والزنادقة ص١٣) .
1 / 108