عندما طلب آية بعد سماعه وعد الله، فقد كان مؤمنا بالله ولم يطلب آية تثبت اعتقاده، بل ليعلم أن الله أعطاه هذا الوعد، كما يتضح ذلك بصورة أوضح فيما يقوله جدعون
5
لله: «اجعل لي آية (حتى أعلم) على أنك أنت الذي كلمني.» (القضاة، 6: 17)، ويقول الله لموسى أيضا: «ليكن هذا لك آية على أني أرسلتك.» وقد طلب حزقيا
6
من أشعيا
7
آية تتنبأ بعودة صحته له، وهو يعلم منذ مدة طويلة أن أشعيا نبي. فهذا يدل على أن الأنبياء كان لهم دائما آيات تجعل لهم يقينا بالأشياء التي يتخيلونها بهبة النبوة؛ لذلك نبه موسى اليهود (انظر: التثنية، 18 الآية الأخيرة)
8
بأن عليهم أن يطلبوا آية من النبي، أي مصير شيء سيحدث في المستقبل . فالنبوة إذن، من هذا الوجه أقل من المعرفة الطبيعية التي لا تحتاج إلى آية ما، بل تتضمن بطبيعتها اليقين. والواقع أن هذا اليقين النبوي لم يكن يقينا رياضيا، بل كان يقينا خلقيا فحسب،
9
Unknown page