صلى الله عليه وسلم
فقال: ما حملك على هذا؟ فقال: كان من أمره كذا وكذا. فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم (للغلام): اذهب فأنت حر. فقال: يا رسول الله، فمولى من أنا؟ فقال: مولى الله ورسوله.
وليتأمل القارئ إلى سؤال المجدوع (مولى من أنا؟) حتى يقف على مقدار أهميته التي لا يراها الإنسان لأول وهلة، فإن الإجابة التي أجابه بها عليه الصلاة والسلام هي تعهد أخذه على نفسه بالقيام بمئونة المعتوق إذا لم يستطع نوال ما فيه سد رمقه، ولذلك لما قبض عليه الصلاة والسلام جاء مولى الله ورسوله إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال: «وصية رسول الله
صلى الله عليه وسلم .» فقال: «نعم، تجري عليك النفقة وعلى عيالك.» فأجراها عليه وعلى عياله حتى قبض، فلما استخلف عمر رضي الله عنه جاءه فقال: «وصية رسول الله
صلى الله عليه وسلم .» قال: «نعم، أين تريد؟» قال: مصر، قال: فكتب عمر إلى صاحب مصر أن يعطيه أرضا يأكلها.
20
وقد كانت رعاية الرقيق والعناية بشأنه بالغتين أقصى درجة الشفقة والمرحمة، فقد قال ابن عمر: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم
يقول: «من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته عتقه.» وفي مذهب أبي حنيفة
Unknown page