98

وقد حكم فى أخلاط من الماهانيين أجداد العثمانيين أربعة وأربعون حاكما ، والآن ليكن الدوام إلى الأبد لدولة آل عثمان فهى من هذه السلالة الطاهرة ، ولها الآن الحكم فى العراق وبغداد ومصر أم الدنيا ومكة والمدينة وبلاد المجر والروم والعرب والعجم وخاقانها سلطان البرين والبحرين ، وجميع الخلفاء هم السلاطين المذكورون.

* ذكر دولة آل بنى رسول

إنهم خمسة عشر ملكوا اليمن وعدن وصنعاء ، ويسمون اليمن جزيرة العرب ، واليمن من إقليم عرفية ، ومن الشرق إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الغرب يحيط بها بحر القلزم (1)، وبقية اليمن من ناحية البرية بحر الإحساء ، وبحيرة اليمن ويفصل بين الشرق والغرب خط فاصل ، أما معنى اليمن ففيه عدة أقوال ، منها : أنه إذا اتجه أحد فى اليمن إلى ناحية الشرق فبما أن هذا الإقليم واقع على يمنته سمى اليمن ، وقيل : إن اليمن إنما سميت بذلك لوقوعها على يمنة الكعبة الشريفة.

وكانوا يسمون ملوكها التبابعة فى العصر الجاهلى ، والواحد منهم تبع ، ولكن قبل أن يحكم ساداتها كانوا يسمون الملوك ، والآن يسمون الأئمة.

واستولى العثمانيون على اليمن فى عهد السلطان مراد الرابع ، أما الآن فهى على مذهب الزيدية ، وقد أشاعوا زواج المتعة ؛ فالرجل يتزوج امرأة عدة أيام لقاء أجر ، ولها أن تكون من بعده لسواه ، وفى إقليم اليمن أربع حكومات وليس بينها وفاق ، وساكنو الجبال من الأعراب الفقراء المعدمين ، إلا أنهم يحسنون القتال بالبندقية ، وأهل اليمن صلحاء أتقياء ومعظمهم شرفاء ومعظمهم من أبناء الصحابة الكرام ، ففى عهد النبى صلى الله عليه وسلم هاجر بعض الصحابة إلى اليمن ، وظهرت كرامات لأولياء الله فيها.

* دولة أشراف مكة. أى : دولة الهاشميين.

وفى حوزتهم الحجاز والطائف والعباس والمدينة ووادى القرى ومدينة ثمود ، وقد اجتمع مرارا الأشراف واليمن ، وعقدوا العزم على أن يملكوا مصر ، إلا أنهم لم يحققوا

Page 102