Rihla Fi Zaman Nuba
رحلة في زمان النوبة: دراسة للنوبة القديمة ومؤشرات التنمية المستقبلية
Genres
وقد لاحظ بوركهارت كثرة النخيل ابتداء من كورسكو، لكن أشهره في مصر هو تمر الدر وإبريم - المعروف باسم البلح الإبريمي - الذي يشتريه تجار إسنا وأسوان وينقلونه في المراكب في الخريف، حين يساعد تيار الماء القوي على سرعة النقل إلى الشمال.
أما إدوارد روبل
3
فقد كان ملاحظا متميزا، ولم يركز روبل كثيرا على موضوع الكشاف، باستثناء ذكره أن الخراج السنوي الذي يدفعونه لحكومة القاهرة كان في حدود 180 بويتل
Beutel
أو ما يساوي 9000 تالر
Thaler - البويتل عملة عثمانية = 500 قرش، وفي مصر = مائة قرش = 101 مارك أو تالر في تلك الفترة. والأمر الهام الذي أورده روبل أن ما يتحصل عليه الكاشف سنويا من الضرائب التي يفرضها على النوبيين، يعادل 400 بويتل أو 20000 تالر؛ مما يعني أن الكاشف يتحصل على قيمة تزيد على ما يدفعه للدولة، وهو ما يعطينا فكرة عن القوة المالية للكشاف في تلك الفترة، ولا بد أنهم كانوا يستثمرون جزءا من هذه القوة المالية في تجارة الرقيق، التي كانت تتجمع في دنقلة وبلاد المحس، ثم تتجه غربا لتلحق بدرب الأربعين بعيدا عن النوبة الشمالية.
4
هذا بالإضافة إلى المشاركة في تجارة السودان ومصر عبر وادي العرب.
وحول الزراعة يذكر روبل أن البرابرة - يقصد الكنوز - يزرعون الأرض العالية عن مناسيب الفيضان ليؤمنوا سلامة المحصول إذا جاء الفيضان مبكرا، ولهذا فهم يروون الأرض صناعيا، وفي حالة حدوث فيضان منخفض، فإن الكنوز يعانون أزمة غذاء حقيقية، وهناك محصولان سنويا: الأول في سبتمبر بعد هبوط الفيضان وينضج في يناير، والثاني في يناير وينضج في مايو، والمحاصيل المهمة هي الذرة والدخن والكشرنجيج والشعير والقمح، وتزرع اللوبيا على ضفة النهر والقنوات صغيرة الامتداد، وهناك محاصيل ثانوية تزرع في مساحات صغيرة من البصل والتبغ والقطن، وتحتاج الساقية في إقليم الكنوز إلى ستة رءوس من الأبقار، كل بقرتين تعملان معا نحو خمس ساعات.
Unknown page