ليس بابن قلب الآن ولد القلب يرث الباقي وولد الصلب يرث الفاني وإذا كان ولدك على طريقتك فانه يرثهما معا وان كان ولد الصلب فانه يرث الفاني فقط وبالجملة فاني ذكرت أولياء الله في وطننا ولعل الله بذكرهم يزيل الحجاب عنا ويرزقنا الوهب الرباني لي ولذريتي ولمن تعلق بي وان يحفظني من العوائق عن الوصول إلى الله وإن يجمع شملنا ويرزقنا ما زرق به أهل وده وليس لك إلا بالتسليم لهم مع محبتهم وكذلك بالتعظيم لأولادهم لقوله تعالى وكان أبوهما صالحا قيل الجد التاسع ونسبة المفضول للكامل من باب نسبة ما للجزء للكل مجاز كما ذكر (1) اه.
انعطاف بعد ذكر أهل وطننا فإن فيه زيادة وتنبيها على بعض أوصافهم الحسنة لتزداد النفس رغبة فيهم ورجاء أن تكون همتك كهمتهم فإن الرحمة تنزل عند ذكرهم.
فلما حان السفر وآن حاله ذكرنا بعض ما ورد ذكره وصلينا الصلاة الواردة وختمنا بالصلاة في المسجد ثم أتينا أهل البيت والخدام والطلبة والجيران ومن أتى يودعنا ودعوا لنا ودعونا لهم وعند ذلك رفعنا ما يحتاج الرفع وانفصلنا على حسن الانفصال ووقع البكاء والصراخ من أهل البلد لما كان من أنسهم بنا إذ اعتقادهم ما دمنا معهم لا يقع بهم إلا الخير والبركة وكل ذا بعد التحيل على المنع من السفر أصلا ورأسا فلما امتنعت كل الامتناع لم يبق إلا الصبر والتسليم لله في حكمه وإبرامه وقدرته وأرادته وعلمه لأن القلوب قد تعلقت بالمصطفى صلى الله عليه وسلم فسهل عليها الفراق من أجل ذلك قال تعالى النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم الآية فإذا كان النبي أولى من النفس فكيف يبقى التعلق بالأزواج والذرية والمال بل المتروك كالعدم بالقياس إلى المطلوب إلا ما ألزمتك به الشريعة من الوصية على
Page 104