الذي خلق لابن آدم ما في الأرض جميعا ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا.
قال وبطرق الرملة الذي يلي المدينة مسجد السلطان حسن وهو مسجد لا ثاني له في مصر ولا في غيرها من البلاد في فخامة البناء ونباهته وارتفاعه وأحكامه واتساع حناياه وطول أعمدته الرخامية وسعة أبوابه كأنه جبال منحوتة تصفق الرياح في أيام الصيف بأبوابه كما تفعل في شواهق الجبال وفي أحد أبوابه سارية ورخامية لطيفة يقال أنها من أيوان كسرى وفيها نقوش عجيبة يقال إنها على صورتها وضعت أبواب المسجد قال المقريزي لا يعرف ببلد الإسلام معبد من معابد المسلمين يحكي هذه المدرسة في كبر قالبها وحسن هنداسها وضخامة شكلها قال وذريع إيوانها الكبير خمسة وستون ذراعا في مثلها ويقال انه أكبر من إيوان كسرى بخمسة أذرع وقد وجدنا ركنا منه قد انهدم فكأنه طرف جبل قد سقط فملأ ما تساقط منه الشوارع والرحاب التي بإزائه ووجدناهم مجدين في ترميمه.
وقد أخبرنا أنه أعطوا ستين كيسا من الريال على جمع أنقاضه ورفعها في الشوارع والرحاب لتعاد للبناء ثانيا فإذا كان هذا أجرة النقض فما بالك بأجرة البناء قال ولما رجعنا من الحجاز بعد سنة ونصف وجدناهم قد فرغوا من ترميم ذلك الجانب المهدوم وبالغوا في إتقان صنعته ورفع بنائه ليناسب البناء الأول فكان كما قيل (1):
يا بارقا بأعالي الرقمتين بدا
لقد حكيت ولكن فاتك الشنب
والشنب الماء أو نقط بيض الأسنان اه قاموس (2) فرحم الله أفاضل الملوك
Page 318