ويجتمع له الناس من أطراف البلد ويؤتى بكسوة البيت الشريفة المعظمة المنيفة من موضع خياطتها وتجعل في المحال التي تحمل فيه ويجتمع الأمراء والسناجق والجند جميعا على الهيئة المتقدمة في الخروج الأول إلا أن هذا أتم احتفالا وأكثر جمعا فإذا تكامل جميع الأمراء على الوجه المتقدم وصفت الخيل والرماة وخرج الباشا جيء بجميع ما يحتاج إليه أمر الحاج من إبل وقرب ومطابخ وخيل ورماة وغير ذلك من الأسباب التي تخرج من بيت المال فيحضر جميع ذلك في ذلك الميدان كل طائفة لها أمير مقدم عليها حتى الطباخين والفراشين والسقائين ثم يؤتى بالمحمل الشريف على جملة المذكور أولا يقوده سائسه حتى يناول رسن الجمل للباشا فيأخذه بيده ويناوله الأمير الحاج بمحضر القاضي والأمراء ومعاينتهم ثم يناوله أمير الحاج لسائسه فيذهب به وذلك كله كالشهادة على الباشا بأنه مكن لأمير المحمل وكل ما يحتاج إليه أمير الحاج من ذهابه إلى إيابه وعلى أمير الحاج بأنه تسلم ذلك ويشهد على ذلك القاضي والأمراء ويكتب بذلك إلى السلطان فإذا مر المحمل بين يدي الباشا وذهب جيء بالإبل يمر بها بين يديه بما عليها من القرب والمطابخ والآلات كل طائفة بمقدمها فإذا مرت الإبل كلها جيء بالمدافع وهي خمسة تجرها البغال ثم جاء الرماة الرجالة من ورائها فيمرون ثم تأتي الخيل فتمر فإذا مر جميع ذلك بين يدي الباشا جاء أرباب الطوائف (1) كل طائفة من مشائخ الصوفية بشيخهم ولوائهم رافعين أصواتهم بالذكر كالقادرية والرفاعية والبدوية والدسوقية حتى السعاة يأتون بشيخهم فيمرون بين يدي الباشا ويعطيهم ما تيسر فإذا لم يبق أحد ممن يمر بين يديه خلع الباشا على أمير الحاج خلعة وعلى كل أمرائه الذاهبين معه كالكخيا (2) والدويدار وغيرهما ثم يودعه وينصرف ثم يمر بالمحمل وسائر الإبل والعسكر
Page 316