لأحد أن يتمنى نزول ذلك ولا إن يتعاطاه بل يستعيذ بالله من شر الوسواس والخواطر الشيطانية.
وأما السماع بالأغاني وإنشاد الأشعار فهو أدخل في الابتداع وأحق بالنزاع وهو معشش الوساويس ومغرس التخليط والتلبيس إلا من عصمه الله وقليل ما هم أنظر تمامه انتهى.
انعطاف وقد ظعنا من الساحل ونزلنا قرب السبخة ثم بعد ذلك ظعنا بعد ملاقاة الأفاضل وزيارة الشيخ الولي الكبير القطب الشهير سيدي عبد السلام كما تقدم لنا ونزلنا قرب مسراتة ثم بعد ذلك ارتحلنا ونزلنا أبعد من قبر (1) الشيخ الولي الصالح ، البدر الواضح ، ذي التصانيف المفيدة ، والتآليف العديدة ، ذي الترياق والدواء المجرب أبي العباس سيدي أحمد زروق البرنسي ثم الفاسي فبعد نزولنا هنيئة توجهنا لزيارته والتبرك بضريحه قدس الله روحه فانه لا شك أنه حي في قبره يستشعر ذلك من له ذوق سليم ، وطبع مستقيم ، فأن الحواس الباطنية تشهد بذلك وتتخيل روحانية الداخل روحانية المزار فإنها تتلاقى بغير حجاب في حضرة الشهود ، في مرقى الصعود بتأييد الرب المعبود ، فتستفيد النفس الزيارة من الروح المزارة من الأمداد الإلهية والأنوار الصمدانية واللطائف الرحمانية والعلوم اللدنية ما كتب لها فتستعد بذلك للدخول في زمرة النبئين والصديقين ، والشهداء والصالحين ، فترجع ذات أنوار وأسرار تظهر بسبب المحقق العلامة المدقق العارف بالله قطب مغربنا ، وشمس سرائرنا ، وإمام أئمتنا ، وحضرة ودنا ، وعروة اعتصامنا ، ومحل اعتقادنا ، شيخ الطريقة ، وأمام الحقيقة ، سلطان العارفين ، والمحققين ، قوي الله فيه محبتنا ، وحقق إليه نسبتنا ، الشيخ المذكور فانه من قوم لا يشقى بهم جليسهم ، ولا شك أن
Page 242