يخلد في الدنيا لتمنى بقاء الشرك والكفر معه فيجازى بالخلود في النار جزاء على نيته وأما المحسن فيجازى بالإحسان والله لا يضيع أجر المحسنين وقد قال تعالى : ( إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ) وقال أيضا ( ما على المحسنين من سبيل ) وأما المسيء فتكفيه إساءته إذ لا يخلو الإنسان من ضد ولو خاول العزلة في رأس جبل والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ولا بد لكل مؤمن من منافق في جواره يبغضه على إيمانه أو كما قال ذكره الخازن في تفسير قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل ) وقال أيضا صلى الله عليه وسلم لو دخل المؤمن جحر ضب لسلط عليه من يؤذيه لكن أهل الأذية فالله يكفينا شرهم ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل منهم وإما المحسنون فالله يشكر فضلهم (1) وعملهم ويجازيهم بأحسن ما صنعوا نعم لم أصل إلى ما اعتقدوه فينا ولا أدعيه إذ الدعوى قد تكون أكثر مما عند الإنسان في نفس الأمر فيكون ذلك قدحا بينه وبين محبوبه وإن أخذ بذلك الوصف كان غشا في دينه كما ذكره الشبراخيتي وغيره قال وإنما يجب أن يبين عند الإعطاء أن هذا الوصف الذي أعطيتني لأجله لم أنصف به في نفس الأمر فإن قال أعطيت لله لا لهذا الوصف فخذه فالله لا يؤاخذه (2) وهو يجازيه عن صنعه وإلا فيجب رده لصاحبه لأنه غش في الدين والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من غشنا فليس منا.
وأما أهل الخير والصلاح فلا أستطيع عدهم لكثرتهم جدا لا سيما الساكنون بخارج المدينة وأما من في المدينة فالصادق الملاطف [من يؤثرنا على نفسه جعل الله البكرة فيه وفي ذريته إذ ما أنفقه علينا خير من نفسه] (3) أعني الشيخ المفتي سيدي محمد بن مقيل وأصحابه كالفقيه المدرس سيدي عبد العزيز وأولاده وقد أخذوا من
Page 173