246

Riḥlat Ibn Jubayr - al-Juzʾ 1

رحلة ابن جبير - الجزء1

Publisher

دار بيروت للطباعة والنشر

Edition Number

الأولى

Publisher Location

بيروت

ومن أحفل هذه المشاهدمشهد منسوب لعلى بن أبي طالب رضى الله عنه قد بنى عليه مسجد حفيل رائق البناء وبإزائه بستان كله نارنج والماء يطرد فيه من سقاية معينة وللمسجدكله ستو معلقة في جوانبه صغار وكبار وفي المحراب حجر عظيم قد شق بنصفين والتحم بينهما ولم يبن النصف عن النصف بالكلية يزعم الشيعة إنه انشق لعلى ﵁ إما بضربة بسيفه أو بأمر من الأمور الإلهية على يديه ولم يذكر عن علي رضى الله عنه إنه دخل قط هذا البلد اللهم إلا إن زعموا أنه كان في النوم فلعل جهة الرؤيا تصح لهم اذ لا تصح لهم جهة اليقظة وهذا الحجر أوجب بنيان هذا المشهد.
وللشيعة في هذا البلاد أمور عجيبة وهم أكثر من السنيين ها وقد عموا البلاد بمذاهبهم وهم فرق شتى منهم الرافضة وهم السبابون ومنهم الإمامية والزيدية وهم يقولون بالتفضيل خاصة ومنهم الاسماعيلية والنصيرية وهم كفرة فإنهم يزعمون الإلهية لعلى رضى الله عنه تعالى الله عن قولهم ومنهم الغرابية وهم يقولون أن عليا رضى الله عنه كان أشبه بالنبي ﷺ من الغراب بالغراب وينسبون إلى الروح الأمين ﵇ قولا تعالى الله عنه علوا كبيرا إلى فرق كثيرة يضيق عنهم الإحصاء قد أضلهم الله واضل بهم كثيرا من خلقه نسال الله العصمة في الدين ونعوذ به من زيغ الملحدين. وسلط الله على هذه الرافضة طائفة تعرف بالنبوية سنيون يدينون بالفنوة وبأمور الرجولة كلها وكل من ألحقوه بهم لخصلة يرونها فيه منها يحرمونه السراويل فيلحقونه بهم ولا يرون أن يستعدي أحد منهم في نازلة تنزل به لهم في ذلك مذاهب عجيبة وإذا أقسم أحد هم بالفتوة بر قسمة وهم يقتلون هؤلاء الروافض أينما وجدوهم وشأنهم عجيب في الأنفة والائتلاف.
ومن المشاهد المكرمة مشهد سعد بن عبادة رئيس الخزرج صاحب رسول الله ﷺ وهو بقرية تعرف بالمنيحة شرقي البلد وعلى مقدار

1 / 252