155

Kitab al-Riddat

كتاب الردة

Investigator

يحيى الجبوري

Publisher

دار الغرب الإسلامي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م

Publisher Location

بيروت

قَالَ: فَسَارَ الْعَلاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ فِيمَنْ مَعَهُ يُرِيدُ جَزِيرَةَ دَارِينَ [١] وَفِيهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَلَيْسَ لَهَا إِلا طَرِيقٌ وَاحِدٌ، وَعَلَى طَرِيقِهَا قَوْمٌ يَحْرُسُونَهَا، فَلَمْ يَشْعُرِ الْحَرَسُ إِلا وَخَيْلُ الْمُسْلِمِينَ قَدْ وَافَتْهُمْ، فَقَتَلُوهُمْ عَنْ آخِرِهِمْ، وَدَخَلَتِ الْخَيْلُ إِلَى الْجَزِيرَةِ فَمَا تَرَكَتْ فِيهَا ذَكَرًا إِلا قَتَلُوهُ، إِلا مَا كَانَ مِنْ صِغَارِ الذُّرِّيَّةِ. وَاحْتَوَى الْمُسْلِمُونَ عَلَى جَمِيعِ مَا كَانَ فِي الْجَزِيرَةِ مِنَ النِّسَاءِ وَالذُّرِّيَّةِ وَالأَمْوَالِ، وَانْصَرَفُوا إِلَى عَسْكَرِهِمْ، فَأَنْشَأَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ يَقُولُ [٢]: (مِنَ الْبَسِيطِ) ١- ضَاقَ الْفَضَاءُ بِدَارِينَا [٣] وَسَاكِنِهَا ... ذَرْعًا فَخُضْتُ إِلَى كُفَّارِ دَارِينِ [٤] ٢- مِنْ حَيْثُ لَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى رَمَيْتُهُمُ ... وَسْطَ الْجَزِيرَةِ بِالصَّيْدِ الْمَيَامِينِ ٣- لَمَّا رَأَوْنَا نَخُوضُ الْبَحْرَ نَحْوَهُمُ ... أَخْلَى عَنِ الْمَوْتِ أَصْحَابُ الْيَتَامِينِ [٥] ٤- ظَنُّوا الظُّنُونَ وَقَالُوا الْجِسْرُ دُونَهُمُ ... فَاسْتَغْلَبَ الْقَوْمُ مَنْ دون الأطارين [٦]

[١] في الأصل: (داريم) محرفة، وصوابها (دارين) كما في الطبري ٣/ ٣١٠ والأغاني ١٥/ ٢٥٦ والكامل لابن الأثير ٢/ ٣٧١. دارين: فرضة بالبحرين يجلب إليها المسك من الهند، والنسبة إليها داري، قال الفرزدق: كأن تريكة من ماء مزن ... وداريّ الذكيّ من المدام وفي كتاب سيف: أن المسلمين اقتحموا إلى دارين البحر مع العلاء بن الحضرمي فأجازوا ذلك الخليج بإذن الله جميعا يمشون على مثل رملة ميثاء فوقها ماء يطمر أخفاف الإبل، وإن ما بين الساحل إلى دارين مسيرة يوم وليلة لسفر البحر في بعض الحالات، فالتقوا وقتلوا وسبوا فبلغ منهم الفارس ستة آلاف والراجل ألفين. قال: قلت أنا: وهذه صفة أوال أشهر مدن البحرين اليوم، ولعل اسمها أوال ودارين والله أعلم، فتحت في أيام أبي بكر ﵁ سنة ١٢ هـ-. (ياقوت: دارين) . [٢] الشاعر هو كرّاز النّكري، كما في فتوح البلدان ص ٩٦. [٣] في الأصل: (بدارنا) وهي محرفة عن (دابينا)، أصلها (دارين) ممنوعة من الصرف وأطلق الفتحة فجعلها ألفا فصارت (دارينا) . [٤] في الأصل: (الكفار دارينا) ولا تستقيم بها القافية. [٥] اليتامين: كذا بالأصل، ولعلها جمع يتمان واحد اليتامى. انظر اللسان: يتم. [٦] الأطارين: كذا بالأصل، ولعله من النوم المرفه في الحرير، ففي اللسان: الطّرنا الطارون:

1 / 162