95

============================================================

ولا يدع (مع ذلك) (1) الاستعانة بالله عز وجل، أن يقوي ضعفه ويقهر له هواه، لأنه من ثقل عليه توقيف الله عز وجل غدأ على فعله خف عليه في الدنيا أن يقف ويتثبت قبل فعله، خوفا وحياء من توقيف الله عز وجل غدا على فعله .

فبالعقل والعلم والتثبت، يبصر الضرر والنفع من دواعي القلوب بالخطرات، وإلا م يؤمن عليه أن يقبل خطرة من نزغات الشيطان، أو تسويل النفس يحسبها (تنبيها ) (2) من الرحمن جل ثناؤه (2) ، أو ينفي خطرة من التنبيه على الخير يحسبها من تسويل النفس أو تزيين الشيطان، فلن يميز بين ذلك ولا يعرفه إلا بالعلم والتثبت بالعقل، ومثل ذلك : كمن هو في ظلمة شديدة في الطريق مخوفة من الآبار والزلل في المطر الوابل، فلن ينفعه بصره بغير سراج ولن ينفعه السراج إن لم يكن له بصر صحيح، ولن ينفعه البصر والسراج إن لم يرم بصره حيث يضع قدمه ويتثبت، فإن نظر إلى السماء أو التفت وناظره (4) صحيح وسراجه يزهر (ولم يرم بطرفه إلى الأرض) (5) كان كمن لا بصر له ولا سراج معه، وإن هو رمى بطرفه نو الأرض ولا سراج معه، كان كمن لا بصر له . فمثل البصر الصحيح: كمثل العقل، ومثل السراج: كمثل العلم ، ومثل النظر بالتثبت : مثل التثبت بالعقل .

والاستضاءة بالعلم وعرض ما يخطر على الكتاب والسنة. وليس في أكثر ذلك طول مكث لمن علم أنه (إنما) (6) يراد منه أن يكون حذرا . فإذا سنحت الخطرة بالاعتراض عرفها في مثل لمح البصر . للعلم المتأصل في قلبه إذ يقظه الحذر لذلك .ا حتى يأتي الشيء الذي يلتبس عليه ويشتبه فعند ذلك يمكث حتى يعلم. فإن لم يكن له علم فعليه التمكث وإن طال ذلك حتى يعلم: أيرضي الله عز وجل قبول ما عرض من دواعي قلبه أو يسخطه. لا يسعه إلا ذلك.

(1) سقطت من ط.

(2) ما بين الحاصرتين: سقطت من ا.

(3) في ط: جل وعز.

(4) في ط: ونظره.

(5 -6) ما بين الحاصرتين: سقط من ط

Page 94