225

============================================================

وكذلك في طلب الدنيا مجتهدا في الطلب ، لئلا يعلوه، ويعلو هو في شرف المال وذكره به.

وكذلك في الخدم والأثاث وغيره.

[التفاخر]: قلت : وما التفاخر؟

قال : التفاخر قد يجمع المباهاة في أكثر معانيه ، ولكن له أسباب يتفرد بها مثل ما قد يجاء معها في العلم، فيخرجه التفاخر بالعلم إلى الاستطالة عليه فيقول: كم سمعت؟ وهل تحسن شيئا؟ وما تقول في كذا وكذا؟ يقول ذلك لغيره، وما يحسن فلان وإن لم يسمعه، وما سمع ما سمعت، وما قام مقامي، افتخارا عليه.

و كذلك التفاخر بالدنيا مع المباهاة فيقول : أنت فقير لا مال لك، وكم ربحت وكم عندك من المال، ومتى ملكت المال؟ وعندي أكثر مما تملك ، ومولاي أغنى منك.

وكذلك في العمل أن يقول: ما قمت في الحرب مقام الفرسان، وما كررت ولقد جبنت، وما أحسنت الكر.

وكذلك في المناظرة والمفاخرة يقول: كم تحفظ من الحديث؟ ومن لقيت من المشيخة؟ وكم أدركت من العلماء؟ وما كان فلان يقدمك وقد كان يقدمني عليك .

ويقول ذلك لغيره من غير آن يسمعه افتخارا عليه، فيخرجه الرياء إلى إظهار التكبر عليه، والاستطالة والبغي عليه.

و التكاثر قد يجامع التفاخر (1) ويزيد عليه في بعض معانيه وهو مثل قوله : سمعت كذا وكذا من الحديث، وغزوت كذا وكذا غزوة، وحججت كذا وكذا حجة، وأدركت من المشيخة كذا وكذا ، وما أفطرت مذ كذا وكذا ، ومن ينام بالسحر (2) م (1) في أ: قد يجتمع التفاخر.

(2) اي : ينكر على من ينام في السحر ، يريد بذلك الاعلان عن قيامه الليل.

Page 224