145

============================================================

طلعت الحرماء : يعني الزهرة، فقال حذيفة : أعوذ بالله من صباح إلى النار.

ودخل مروان على أبي هريرة، وهو في الموت، فقال مروان : اللهم خفف عنه فقال أبو هريرة: اللهم اشدد. ثم بكى أبو هريرة فقال: والله ما أبكي حزنا علىا الدنيا ، ولا جزعا من فراقكم، ولكني انتظر إحدى البشريين من ربي عز وجل ججنته او بنار5.

قال معاذ : لما حضر من الليل أصبحنا؟ فقيل له : لا ، ثم قال أصبحنا؟ فقيل ل ه لا، حتى قيل له : نعم، فقال : أعوذ بالله من صباح إلى النار.

وقيل لعامر بن عبد قيس عند الموت وقد بكى: ما يبكيك؟ فقال ما أبكي فرارا من الموت، ولا حرصا على دنياكم، ولكني أصبحت في صعود وهبوط (1) ثم لا أدري، إلى أين يهبط بي إلى جنة أم إلى نار.

وقيل لجابر بن زيد عن الموت: ما تشتهي؟ قال : نظرة إلى الحسن ، فلما دخل عليه الحسن، قيل له : هذا الحسن، فرفع طرفه إليه ثم قال : الساعة والله أفارقكم إلى النار أو إلى الجنة.

وقال محمد بن واسع عند الموت : يا إخوتاه عليكم السلام، إلى النار أو يغفر اله عز وجل.

ولقد تمنى بعضهم أن ينزع نفسه أبدا، ولا يبعث لثواب ولا عقاب.

ومن ذلك : أنه قيل لعطاء السلمي عند الموت، وأغمي عليه وأفاق، وهم يدعون الله عز وجل، فقال : فيم أنتم؟ قالوا : كنا ندعو الله أن يخفف عنك هذه السكرة الا فقال : لا تفعلوا فوددت انها تردد من هاتي إلى حنجرتي، ولا أبعث أبدأ للقيامة .

فما ظنك بإحدى البشريين لو وقعت في سمع المكروب المجدل الحزين ، المرتقب ل بشرى الحجنة أو بشرى بالنار، فإن قيل له : أبشر بالنار يا عدو الله، فيا لله من (1) في ط: مهبطه.

145

Page 144