175

Tawjīh al-mutashābih al-lafẓī fī al-Qurʾān al-karīm ʿinda al-mufassirīn – dirāsa fī tafsīray al-Rāzī waʾl-Ālūsī

توجيه المتشابه اللفظي في القرآن الكريم عند المفسرين - دراسة في تفسيري الرازي والألوسي

Genres

المبحث الثاني
أوجه التشابه بين الإمامين الرازي والألوسي
في توجيه المتشابه اللفظي في القرآن الكريم
المطلب الأول
مسائل المتشابه اللفظي التي اتفق الإمامان على توجيهها في الحروف
اتفق الإمامان معًا في توجيه بعض مسائل المتشابه اللفظي في القرآن الكريم، خاصة أن الإمام الألوسي قد نقل توجيه بعض مسائل المتشابه اللفظي في القرآن الكريم من الإمام الرازي.
١ - في توجيه الفرق بين تقديم الحرف (في) في قوله تعالى: ﴿لَا فِيهَا غَوْلٌ﴾ (^١) في سورة الصافات وتأخيره في سورة البقرة: ﴿لَا رَيْبَ فِيه﴾ (^٢).
حيث قال الإمام الرازي: «لم قال هاهنا: ﴿لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ وفي موضع آخر ﴿لَا فِيهَا غَوْلٌ﴾ (^٣)؟
الجواب: لأنهم يقدمون الأهم فالأهم، وهاهنا الأهم نفي الريب بالكلية عن الكتاب، ولو قلت: لا فيه ريب لأوهم أن هناك كتابًا آخر حصل الريب فيه لا هاهنا، كما قصد في قوله: ﴿لَا فِيهَا غَوْلٌ﴾ تفضيل خمر الجنة على خمور الدنيا، فإنها لا تغتال العقول كما تغتالها خمرة الدنيا» (^٤).
وقال الإمام الألوسي: «وإنما لم يقل سبحانه لا فيه ريب على حد ﴿لَا فِيهَا غَوْلٌ﴾؛ لأن التقديم يشعر بما يبعد عن المراد وهو أن كتابًا غيره فيه الريب كما قصد فيه الآية تفضيل خمر الجنة على خمور الدنيا بأنها لا تغتال العقول كما تغتالها فليس فيها ما في غيرها من العيب قاله الزمخشري» (^٥).

(^١) سورة الصافات، الآية: (٤٧).
(^٢) سورة البقرة، الآية: (٢).
(^٣) سورة الصافات، الآية: (٤٧).
(^٤) التفسير الكبير، (٢/ ٢١).
(^٥) روح المعاني، (١/ ١١٠).

1 / 176