207

Research in Terminology by Al-Fahl

بحوث في المصطلح للفحل

Genres

والباحث في ترجمته وترجمة شيوخه يجد نفسه أمام حقيقة لا مناص عنها، وهي أنَّ سمة الحديث كانت الطابع المميز لأولئك المشايخ، مما أدَّى بالنتيجة إلى تنّوع معارف الحافظ العراقي وتضلّعه في فنون علوم الحديث، فمنهم من كان ضليعًا بأسماء الرجال، ومنهم من كان التخريج صناعته، ومنهم من كان عارفًا بوفيات الرواة، ومنهم من كانت في لغة الحديث براعته ... وهكذا. وهذا شيء نلمسه جليًا في شرحه هذا بجميع مباحثه، وذلك من خلال استدراكاته وتعقباته وإيضاحاته والفوائد التي كان يطالعنا بها على مرِّ صفحات شرحه الحافل.
ومسألة استقصاء جميع مشايخه – هي من نافلة القول – فضلًا عن كونها شبه متعذرة سلفًا، لاسيّما أنه لم يؤلف معجمًا بأسماء مشايخه على غير عادة المحدّثين، خلافًا لقول البرهان الحلبي من أنه خرّج لنفسه معجمًا (١) .
لذا نقتصر على أبرزهم، مع التزامنا بعدم إطالة تراجمهم:
١ – الإمام الحافظ قاضي القضاة علي بن عثمان بن إبراهيم المارديني، المشهور بـ «ابن التركماني» الحنفي، مولده سنة (٦٨٣ هـ)، وتوفي سنة (٧٥٠ هـ)، له من التآليف: " الجوهر النقي في الرد على البيهقي، وغيره (٢) .
٢ – الشيخ المُسْنِد المعمر صدر الدين أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي المصري، ولد سنة (٦٦٤ هـ)، وهو آخر من روى عن النجيب الحراني، وابن العلاق، وابن عزون، وتوفي سنة (٧٥٤ هـ) (٣) .

(١) ينظر: الضوء اللامع ٤ / ١٧٤.
(٢) انظر ترجمته في: الجواهر المضية ١/٣٦٦، والدرر الكامنة ٣ / ٦، ولحظ الألحاظ: ١٢٥.
(٣) انظر ترجمته في: الدرر الكامنة ٤ / ٢٧٤، والنجوم الزاهرة ٠ / ٢٩١.

1 / 207