زيارتِه ﷺ قبرها أنَّه قصَد قوة الموعظة والذِّكرى بمُشاهدةِ قبرِها؛ ويُؤيِّده قوله ﷺ في آخر الحديث: "فزوروا القبور؛ فإنَّها تُذِّكركم الموت".
وقال أيضًا: "قوله: فبكى وأَبْكى من حوله، قال القاضي: بكاؤُه ﷺ على ما فاتها من إدراك أيَّامِه والإيمان به".
وقال البيهقيُّ في السنن الكبرى (٧/١٩٠): "وأبواه كانا مشركَين؛ بدليل ما أخبرنا ... "، ثمَّ ساق بإسناده حديثَ أنسٍ: "إنَّ أبي وأباك في النَّار"، وبإسنادِه حديث أبي هريرة في استئذانِه ﷺ في أن يستغفرَ لأمِّه فلَم يُؤذن له، وهما اللَّذان أخرجهما مسلم.
وعلى هذا فالثابتُ عن رسول الله ﷺ كون أَبوَيه ماتا مشركَين، وأنَّهما في النَّار، ولَم يثبت شيءٌ يدلُّ على خلاف ذلك، وما ذكره مَن قال بإحيائهما له ﷺ وإسلامِهما ليس بصحيح؛ لعدم ثبوته من حيث الإسناد؛ لأنَّ فيه مجاهيل، كما ذكر ذلك ابنُ كثير وغيرُه.