فَهَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ يُخْبِرُ أَنَّ اللهَ كَانَ عَلَى عَرْشِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا مِنْ خَلْقِهِ مِنْ سَمَاءٍ أوَ أَرْضٍ.
وَادَّعَيْتَ أَنْتَ وَصَاحِبُكَ أَنَّ العَرْشَ أَعْلَى الخَلْقِ تَكْذِيبًا لِرَسُولِ الله ﷺ وَلِأَصْحَابِهِ.
وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ قَالَ: «بَدْءُ الخَلْقِ العَرْش».
(١٠٢) حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «بَدْءُ الخَلْقِ العَرْشُ وَالمَاءُ» (١).
(١٠٣) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ المنْهَال، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴾ [هود: ٧] قَالَ: «عَلَى أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: على مَتْنِ الرِّيح» (٢).
(١٠٤) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتبَة، وَجُبَيْر بنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ:
«إِنَّ الله فَوْقَ عَرْشِهِ فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ فَوْقَ أَرْضِهِ مِثْل القُبَّةِ -وَأَشَارَ النَّبِيُّ ﷺ
(١) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٣٦٩٠٥)، والطبري (١٠/ ٢٤٥)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٨١٣)، من طريق أبي عوانة، به. ورجاله ثقات. وقع عند ابن أبي شيبة، «أبي كثير» بدل «أبي بشر»، وهو تحريف.
(٢) صحيح، رجاله ثقات. أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٩٠٨٩)، والطبري في التفسير (١٢/ ٣٣٣)، وابن أبي حاتم في التفسير (٦/ ٢٠٠٥)، وابن أبي عاصم في السنة (٥٨٤)، والحاكم (٢/ ٣٦٧)، وصححه، وعنه البيهقي في الأسماء والصفات (٨٠٩)، وغيرهم من طريق الأعمش، به.