24

Reflecting and Considering the Verses of Eclipses, Earthquakes, and Hurricanes

التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار

Publisher

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Publisher Location

الرياض

Genres

كذلك أجرى الله عادته أن كسوف الشمس لا يكون إلا في آخر الشهر وخسوف القمر في منتصفه وأخبر سبحانه على لسان نبيه ﷺ أن ذلك مما يُخَوِّف الله به عباده؛ كذلك إذا أَطْلَعَ الله بعض الخلق على الوقت الذي سوف يحصل فيه الكسوف أو الخسوف بحساب سيْر الشمس والقمر ووقع كما أخبر، فهل يتعارض ذلك مع موجب الخوف وأنه سبحانه جعل ذلك آية يُخَوِّف بها عباده؟! (١). وشاهد ذلك أن يُقارن الكسوف والخسوف في أيامه حَوَادث وآيات غضب ونقمة كما حصل هذه الأيام من الأعاصير والفيضانات في دولة أمريكا، فلا تعارض أن ذلك عذاب ونقمة. وقد قارن ذلك كسوف الشمس والحمد لله، ونسأله المزيد من فضله حيث أخبر الحسّابون أن ذلك سيقع آخر شهر شعبان، والله أعلم؛ أما تَقَدُّم شهر ونحوه أوْ تأخره فلا يُعارض المقارنة، ومازالت النقمة مستمرة والحمد لله. وقد قال ابن القيم ﵀: (نَعَم لا ننكر أن الله سبحانه يُحدِث عند الكسوفَيْن من أقضيته وأقداره ما يكون بلاءًا لقوم ومصيبة لهم، ويجعل

(١) والإعلام بالكسوف قبل وقوعه ليس من هَدْيِ أهلِ الإسلام وإن كان يُعلم بحساب سيْر الشمس والقمر، ولكن المراد هنا أنه ليس من عِلْم الغيب الذي استأثر الله به.

1 / 24