116

Reflecting and Considering the Verses of Eclipses, Earthquakes, and Hurricanes

التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار

Publisher

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Publisher Location

الرياض

Genres

فاتفق ضَعْف الشعور بالفاعل - سبحانه - أو عدَمه، فتلاشى الخوفُ وبقيَ الإصرار على مساخطه، بل والزيادة؛ فصار لا أثر للحكمة في تعجيل العقوبة الذي هو رجوع العباد إلى ربهم بإقلاعهم عن مساخطه.
ومع كون تأخر العقوبات يأتي استدراجًا وإملاءًا، فإن تأخرها - أيضًا - يكون بسبب أمور أخرى، وهي:
الأول: وهو المخيف حقًا!، فإن عقوبة الذنْبِ الذنْبُ بعده - كما قال السلف -.
وقد جاء عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال: (إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب صُقِل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، وهو الرَّان الذي ذكر الله: ﴿كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (١) (٢).
قال الحسن البصري ﵀ في هذه الآية: (الذنب على الذنب حتى يَعمَى القلبُ فيموت)، قال ابن كثير: " وكذا قال مجاهد بن جبر، وقتادة، وابن زيد، وغيرهم " (٣)، وقد جاء عن الحسين المزيّن أنه

(١) سورة المطففين، الآية: ١٤.
(٢) رواه الترمذي برقم (٣٣٣٤) وقال: هذا حديث حسّن صحيح.
(٣) تفسير ابن كثير، ٤/ ٤٨٥.

1 / 116