236

Al-tawaṣṣul ilā ḥaqīqat al-tawassul

التوصل إلى حقيقة التوسل

Publisher

دار لبنان للطباعة والنشر

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م

Publisher Location

بيروت

Genres

يعجز عنا أي إنسان كل ذلك كون له جاهًا عظيمًا عند الله أي جعل منزلة تفوق منزلة أي مخلوق فإذا فهم أن الجاه نتيجة العمل والسعي علم أن سعيك هو لك أنت وسعي أخيك هو له وليس لك أوله أي نصيب من سعي الغير ومصداق هذا قوله تعالى: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى) وبمجرد أن أخاك له سعي حسن هل يحق لك أن تدل على الله بسعي أخيك من غير متابعة لعمله الصالح؟ لا .. لا يجوز أن يكون وسيلة وذلك كمن يقول يدعو: اللهم أدخلني الجنة لأن أخي أو فلانًا من الصالحين فما علاقة دخولك الجنة بصلاح أخيك؟ اعمل كما عمل أخوك ثم توسل بما عملت من الصالحات أن يدخلك الله بها الجنة فهذا معقول وإلا فما ملازمة طلبك بعمل أخيك وأنت لا عمل لك ...؟
إذًا فإن جاه رسول الله ﷺ مسطر له في صفحاته عند الله وليس لك نصيب منه وليس لك أن تدعو به متوسلًا إلى الله القضاء حوائجك بل تابع رسول الله ﷺ بما أمرك وأطعه في ذلك يكن لك جاه تستطيع أن تتوسل به إلى الله تعالى بما شئت من الدعاء المشروع.
وإذا كنت تعني بجاهه شفاعته يوم القيامة فهذا حق ولكن متى؟ إن ذلك يوم القيامة وحتى يأذن الله له بالشفاعة أمًا الآن فلا إلا أن تدعو الله وتقول: اللهم شفع بي رسول الله ﷺ فلا بأس إنما يا أخي أنا لا أفهم من قولك مثلًا: اللهم بجاه رسول الله ﷺ اقض حاجتي ... إنك تطلب شفاعة رسول الله يوم القيامة إنما يفهم منك أنك تحب استعجال نوالك حاجتك في الدنيا فتتوسل بجاهه لتنال حاجتك إذًا فلا مطابقة بين الدعوتين.
وعلى كل من يجب أن تعلم أن جاه رسول الله الذي بلغه بواسطة عمله وليس لك أن تدل على الله به لأنه ليس من سعيك ولا عملك.
فإذا علمت كل ما تقدم من الشرح. فعليك أن تجزم أن رسول الله - صلى الله عليه

1 / 249