161

Reaching the Truth of Intercession

التوصل إلى حقيقة التوسل

Publisher

دار لبنان للطباعة والنشر

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م

Publisher Location

بيروت

Genres

وأكثر المسألة قال: ثم تحول إلى القبلة وحول رداءه فقلبه ظهرًا لبطن وتحول الناس معه] أخرجه أحمد بسند قوي. وعن أنس ﵁: ٤ - [أن رجلًا دخل المسجد يوم الجمعة ورسول الله ﷺ قائم يخطب فقال: يا رسول الله: هلكت الأموال وانقطعت السب (١) فادع الله يغيثنا فرفع رسول الله يديه، ثم قال: «اللهم أغثنا. اللهم أغثنا. اللهم أغثنا». قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة (٢) وما بيننا وبين «سلع» (٣) من بيت ولا دار فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت فلا والله ما رأينا الشمس سبتًا (٤) ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله ﷺ قائم يخطب فاستقبله قائمًا فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا فرفع رسول الله ﷺ يديه ثم قال: «اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب (٥) وبطون الأودية ومنابت الشجر» فأقلعت (٦) وخرجنا نمشي في الشمس»] رواه البخاري ومسلم. سجلت لك يا أخي أحاديث أربعة صحيحة تثبت لك أن الصحابة طلبوا من الرسول ﷺ أن يستسقي لهم فماذا فعل ...؟ لقد علمت من نص هذه الأحاديث أنه رفع يديه وسأل الله تعالى الغيث فاستجاب الله سؤله في كل طلب من مطالب الناس منه بالاستسقاء لهم ... فسقوا بإذن الله تعالى. هذه عملية الاستسقاء كما وردت في الأحاديث المتقدمة ... ومعنى ذلك أنهم توسلوا إلى الله تعالى بدعائه ﷺ ... فدعا لهم فسقاهم الله ... فهل فعل الرسول ﷺ أكثر من ذلك وهل طلب أن يتوسلوا بذاته إلى الله أو بذوات الأنبياء والمرسلين قبله؟! لا ما يكون له أن يقل لهم ذلك على أن التوسل

(١) أي من عدم وجود ما يحملونه إلى السوق. (٢) السحاب المتفرق. (٣) اسم جبل في المدينة (٤) أي أسبوعًا (٥) الآكام: مرتفعات الأرض والضراب الجبال الصغيرة. (٦) أمسكت.

1 / 171