158

Reaching the Truth of Intercession

التوصل إلى حقيقة التوسل

Publisher

دار لبنان للطباعة والنشر

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م

Publisher Location

بيروت

Genres

اختار الأعمى الدعاء على الصبر ... لا شك أن المجزوم به قطعًا ... أن رسول الله ﷺ إذا وعد وفى ... وقد وعد الأعمى بالدعاء ... إنما أراد أن يكون للأعمى عمل أيضًا ... وإن أنفع عمل له في هذا الوطن هو دعاؤه الله تعالى بمعافاته من ضره ... بالإضافة إلى دعاء رسول الله ﷺ له على أن الرسول ﵊ لم يترك الأعمى يدعو بما يشاء دون أن يعلمه دعاء معينًا يدعو به ... فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ... وهذا عمل صالح يدعو بهذا الدعاء: «اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى. اللهم شفعه في» - وفي رواية الترمذي - «وشفعني فيه». هذا هو الدعاء الذي علمه رسول الله ﷺ للأعمى فذهب وتوضأ وأحسن وضوءه ثم دعا بهذا الدعاء ... كما علمه إياه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. وبينما كان الأعمى يتوضأ ويحسن وضوءه ... دعا له رسول الله ﷺ وشفع له عند الله تعالى: أن يعيد له بصره كما وعده. ولعل سائلًا يسأل: من أين علمت أن رسول الله قد دعا له ...؟ بينما الحديث خلو من هذا العلم ... ولم يقل دعا له رسول الله ﷺ الجواب. نعم أن الحديث لم يخبرنا نصًا بأن رسول الله ﷺ قد دعا له ... ولكن هذا مفهوم ولا شك من الحديث نفسه. ١ - إن الرسول ﷺ قد وعده بالدعاء ووعده حق وصدق. ٢ - قول الأعمى في آخر الدعاء: اللهم شفعه في أي يدعو الله تعالى أن يقبل شفاعة رسول الله فيه فلولا أن يكون قد شفع فيه لما دعا الأعمى أن يتقبل شفاعته ﷺ فلا بد إذن من أن رسول الله دعا له وشفع له عند الله تعالى أن يرد عليه بصره وإلا فأي شفاعة يدعو الأعمى أن يتقبلها الله ... وممن يتقبلها ...؟ ٣ - وفي رواية الترمذي: «وشفعني فيه» أي وأقبل شفاعتي بقبولك

1 / 168