الدليل الرابع
دعاء رسول الله ﷺ إذا قام يتهجد
قوله ﷺ فيما رواه طاووس عن ابن عباس ﵄ يقول: [كان رسول الله ﷺ إذا قام يتهجد قال: «اللهم ربنا لك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن ... ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت» - وفي رواية - «وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ولا إله غيرك - وفي رواية - «لك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن» - وفي رواية لمسلم - «أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن»] أخرجه البخاري ومسلم.
في هذا الحديث الشريف المتفق عليه يخبرنا حبر الأمة ابن عباس ﵄ عن دعاء رسول الله ﷺ وكيف كان يتوسل بالعمل الصالح بين يدي دعائه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم إن التوسل هنا جاء مزيجًا من التوسل ... بصفات الله وبأسمائه الحسنى والعمل الصالح فتمجيد الله بأسمائه وصفاته وإن كان في حد ذاته توسلًا بالأسماء والصفات فإنه لا يخرج أيضًا ... في الوقت نفسه عن أنه عمل صالح ولا شك لأن فعل التوسل بالأسماء والصفات ... هو عمل صالح كما لا يخفى إذ يخرج عمل الإنسان عن أن يكون عملًا صالحًا أو غير صالح فالعمل الذي يكون مطابقًا لأمر الله تعالى فهو ولا شك عمل صالح وما دام الله يحضنا على التوسل بأسمائه وصفاته طبق ما بلغ رسول الله ﷺ فإن تنفيذنا لذلك حرفيًا ... لا شك في أن الطاعة لله ورسوله ﷺ كما لا شك