127

Radd shubahāt ḥawla ʿiṣmat al-Nabī ṣallā llāh ʿalayhi wa-sallam

رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم

Genres

على هذا النحو كانت مجادلة النبى ﷺ للمشركين فى مكة، وأهل الكتاب فى المدينة (١) والوفود الواردة من كل نواحى الجزيرة، يجادلوه فيأيده الله، ويقيم الحجة عليهم، وأذكر من ذلك مثالًا ما يلى:
وفد بنى تميم: فلقد قدم عليه أشرافهم، منهم الأقرع بن حابس، وهو من سادات العرب وحكامها (٢) والزبرقان بن بدر التميمى– أحد بنى سعد – وعمرو بن الأهتم. وقالوا لرسول الله ﷺ: جئنا نفاخرك، فأذن لشاعرنا وخطيبنا، وتمت المفاخرة، وفى نهايتها قال الأقرع بن حابس: إن هذا الرجل لموتى له (٣) لخطيبه أخطب من خطيبنا، ولشاعره أشعر من شاعرنا، ولأصواتهم أعلى من أصواتنا (٤) .
لقد اعترف الرجل بكمال عقله وفطنته ﷺ، وأنه اختار من أتباعه خطيبًا يناسب هذه القبيلة من العرب، ففاق خطيبهم، واختار شاعرًا فاق شاعرهم، وما ذلك إلا لكمال عقله وفطنته، وفهمه الدقيق للوافدين عليه، وفهمه الدقيق لأتباعه.
لقد أسلم الوفد (٥)، وهكذا كل من ورد عليه، يعترف بنبوته، وعصمة المولى ﷿ له، وتأييده فى كل أموره (٦) .

(١) ينظر أمثلة على ذلك فى البداية والنهاية ٦/١٧٩، وحوار الرسول ﷺ مع اليهود للدكتور محسن عبد الناظر.
(٢) له ترجمة فى: أسد الغابة ١/٢٦٤ رقم ٢٠٨، وتاريخ الصحابة ص٣٨ رقم ٧٣، والاستيعاب ١/١٠٣ رقم ٦٩.
(٣) أى: أنه ﷺ مؤيد وموفق.
(٤) قصة الوفد ذكرها ابن إسحاق، ومن طريقة غيره، ينظر: السيرة النبوية لابن هشام ٤/٢٤٢ – ٢٥١ من نص ١٩٣٢ – ١٩٤٢، وطبقات ابن سعد ١/٢٩٣، ٢٩٤، وتاريخ الطبرى ٣/١١٥،= والدرر = فى اختصار المغازى والسير لابن عبد البر ص٢٥٥، ودلائل النبوة للبيهقى ٥/٣١٣، والبداية والنهاية لابن كثير ٥/٤١، ٤٢.
(٥) ينظر المصادر السابقة.
(٦) المدخل إلى السنة النبوية ص١٧٠ بتصرف يسير.

1 / 127