335

كلمته ثانيا، فعلم من لهجتي أني صاحب الدار، فأدخلني البستان وتركني وشأني

فبادرت إلى البيت فإذا هو كالطلل وحشة وسكونا

فها الشوك وقد امتد إلى أسكفة الباب، وها العشب وقد نبت خلال الأحجار في الجدران

بيت أبكم، أصم، لا كوة مفتوحة فيه تسمع الصوت، ولا شق في الباب يحيي الجاي

بابا كباب اللحد قرعت، فلم أسمع جوابا

فجلست أنتظر لعل الأهل غيب أو نيام

جلست في ظل شجرة من الأزدلحت نور زهرها فعطر طيبه الهواء

وكان الأصيل وكان النسيم اللعوب، فتساقط الطيب من الأغصان في حجر السكون كأنه ذوب الشعر في قلب الليل، أو شوارد الروح في بحيرة الأحلام

وتغلب النسيم، فنمت، وقلبي يحدثني بالرحيل •••

انتقلت من بستان في قلبه السكون والجفاء إلى بلد ضوضاؤه تملأ الفضاء

Unknown page