ويرقصون
يصيحون: «لبيك اللهم لبيك» ويسجدون
ثم في ساحات المدينة يخطبون، وبالأبواق ينفرون، وعلى الثورة يحرضون «لبيك اللهم لبيك.» «واذكروا الرجيم الأجنبي وإن كان حاملا إنجيلا» «ولا تخافوه وإن كان حاملا مدفعا رشاشا» «ولا تعاملوه وإن كانت بضاعته هبة» «واه أم، واه أم، واه!» «لبيك اللهم لبيك»
ساعة من الابتهاج الروحي حول سرير الوطن، يتلوها استسلام طويل تحت عرش الله
ساعة، ثم سكرة، ثم أعجوبة
أبحث عن ذي العين السوداء، وذي العين الحمراء، وذي العين الزرقاء؛ فلا أجدهم
بل أسمع ما يشبه أصواتهم في سراب ال «كرما» وفي فيافي القضاء والقدر
أنغاما شجية روحية تذيب الشهوات أشواقا، وتحوك للنفس أحجبة من خيوط الشمس، وتفرش لها طريق الفرقدين أزاهر سرمدية
ولكني وا أسفاه! أستغرب ذي الأنغام اليوم، ولا أستحبها وبالأخص عندما أطالع يا فتى الغرب صحافة بلادك الفضاحة التي تنبئني بما لطياراتك من الصولة والاقتدار، وكيف يمكنها أن تنسف أساطيلك البحرية وتبيدها.
6
Unknown page