ها قد دفنوا الصليب تحت الزهور، وانجلت غيوم البخور
وطفئت الشموع، وكفكف المدمدمون الدموع
خرجنا من الكنيسة أنا والغريب، ونفسي تناجي ذاك الحبيب
فسرنا معا إلى بستان من الزيتون خارج المدينة
وجلست تحت شجرة هناك فجلس الغريب إلى جانبي
نظرت إليه ونظر إلي، وقد استولى علينا السكون والعي
فكأننا حبيبان، فرق بينهما العرفان، فجمعهما الحب والحنان
وفي مثل هذه الساعة تفسح اللحاظ، عما تعجز دونه الألفاظ، على أنني حرت في أمره العجيب وقلت في نفسي: من يا ترى الغريب؟ وما كاد يخطر ذاك في البال، حتى وقف أمامي كالخيال
فعرفت الطيف في الحال، وقد أنكرته في شكل الرجال
وناديته مدهوشا: أخي، رفيقي، سيدي! هذا فؤادي ها يدي
Unknown page