وَمِمَّا صدر عني أَيْضا صدَاق مُنْعَقد على بنت سيد الشرفاء، الجلة وَعلم أَعْلَام هَذِه أَعْلَام هَذِه الْملَّة، أبي عبد الله بن عمرَان، لولد الشَّيْخ الْفَقِيه الْخَطِيب الْكَبِير الشهير، أبي عبد الله مُحَمَّد بن مَرْزُوق، أعزهما الله بعد أَن صدر الْأَمر من سُلْطَان الْمغرب، أَمِير الْمُسلمين أبي سَالم، أَن يكون الصَدَاق الْمَذْكُور من إملائي على كتاب بَابه، فأمليت فِي الْيَوْم الَّذِي صدر لي الْأَمر الْعلي بذلك، مَا نَصه بعد سطر الِافْتِتَاح:
الْحَمد لله الَّذِي لَهُ الْحِكْمَة الْبَالِغَة، وَالنعْمَة السابغة، وَالْملك الْكَبِير، وَبِيَدِهِ الْخلق وَالْأَمر [والإنشاء]، وَالْفضل، يؤتيه من يَشَاء. وَهُوَ الْحَيّ الْحَلِيم المريد الْقَدِير، الْوَاحِد الْأَحَد، الَّذِي لَا يحول بَقَاؤُهُ، وَإِن حَال الزَّمَان، وَطَالَ الأمد الْفَرد، الَّذِي اسْتَحَالَ عَلَيْهِ الْعدَد، والصاحبة وَالْولد، فَلَا يُدْرِكهُ فِي ذَاته، بِتَعَدُّد صِفَاته، التكثير، الْملك الْحق الَّذِي غنى بعز جبروته، فِي عَظِيم ملكوته، عَن الأعوان والظهراء، والصاحبة والوزراء، والأمثال والنظراء، فَلَا ينجده الْمعِين، وَلَا يرشده النصيح، وَلَا يُشَارِكهُ الْوَزير الْحَكِيم، الَّذِي فتق رتق الأكوان، على اخْتِلَاف الصُّور والألوان، وَقد تعاقب الملوان، وَأعْطى كل شَيْء خلقه، من الجماد والنبات وَالْحَيَوَان. فأذعن لَهُ الإبداع، وانقاد لَهُ الاختراع، وأطاعه التَّصْوِير. أضلّ وَهدى، وَتفرد بالوحدانية، فَلم يتَّخذ