Rayḥānat al-kitāb wa-nujʿat al-muntāb
ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب
Editor
محمد عبد الله عنان
Publisher
مكتبة الخانجي
Edition
الأولى
Publication Year
١٩٨٠م
Publisher Location
القاهرة
أَن هَذَا السعد الَّذِي ألبس الله ملككم أطواقه، وَمد عَلَيْكُم رواقه، إِنَّمَا هُوَ ثَمَرَة نِيَّة لله أخلصتموها [ونذور بإعانة هَذِه الجزيرة الغريبة خصصتموها]، وعقيدة جِهَاد فِيمَا بَيْنكُم وَبَين الله أحكمتموها، وَأَسْبَاب نصر على طَاعَته وَطَاعَة رَسُوله أبرمتموها، فتهلل عارضها الصيب، وَرفعت إِلَى حَيْثُ يرفع الْعَمَل الصَّالح والكلم الطّيب، فَهِيَ لجياد حسناتكم وحسنات سلفكم ميدان، وجيد على الْأَيَّام بحليكم مزدان، ووسيلة بَيْنكُم وَبَين رب الْعباد. وَإِن كَانَ لملوك الشرق فَخر بِإِقَامَة الْحَج، فلكم بهَا فَخر إِقَامَة الْجِهَاد، وبحسب استزادتكم من النّظر الْجَمِيل لما تستزيدون من جميل نظره، وتستقبلون عوايد النَّصْر فِي حَاضر الزَّمَان ومنتظره، وأمل الْإِسْلَام قد تعلق بكم، بِالْملكِ الْجواد الْكَفّ. الْحمى الْأنف، الْحَلِيم العف، الْوَاحِد المعدول بِالْألف، إِلَى نهد الصَّفّ إِلَى الصَّفّ، وَمَا قد سلفكم من غرس جِهَاد، فلكم بِفضل الله جناه، وَمَا خلدوه فِي مسطورها من لفظ، فلكم إِن شَاءَ الله مَعْنَاهُ، وَقد سبقت من فضائلكم المتواترة، ماحق الثَّنَاء أَن يكون عَلَيْهِ وَقفا مُؤَبَّدًا، وَالدُّعَاء أَن يُوجب إِلَيْهِ مدَدا فمددا. فَإِنَّكُم بادرتم بَاب هَذَا الْقطر قبل سَده، ودعمتم حبلها العاصم قبل دكه وهده، وساجلتم بحره ببحر من جودكم، لَا يتعاقب الجزر مَعَ مده، وتداركتم أمره بالعزم الَّذِي لَا يَتَقَلَّص بممتده، وَلم تشغلكم الشواغل مَعَ تغاور بروقها، وَلَا الْحَرْب مَعَ نفاق سوقها، وتشميرها عَن سوقها، حَتَّى قُمْتُم لملة الْإِسْلَام فِي هَذِه الجزيرة بحقوقها، وَرمى الله الطاغية لما قصد مِنْهَا بَيت القصيد، وحتم باسطا ذِرَاعَيْهِ بالوصيد، بكتيبة من كتائب سعدكم ضمنت للمناصل أَن لَا تتعقب، ولغربان الأساطيل أَن لَا تنعب، وللجياد أَن تجم إِلَى مَا بعد، وللكتائب أَن
1 / 335