238
وَكَانَ مِمَّا كتبت بِهِ لما وصلت الْأَخْبَار بنجاة ملك الْمغرب السُّلْطَان الْمُعظم أبي الْحسن من هول الْبَحْر لما هلك مَعَه الْجَمَاعَة من أَعْلَام ناسه بأحواز الجزاير، وَذَلِكَ من أوليات مَا كتبت فِي هَذِه الْأَغْرَاض
الْمقَام الَّذِي عُيُون أهل الْإِسْلَام ساهرة فِي ارتقابه، وَقُلُوبهمْ خافقة عَلَيْهِ خفوق أَعْلَامه حول ركابه، وأكفهم إِلَى الله ممدودة فِي تيسير إيابه، وأسبابهم على بعد الدَّار ونزوح الأقطار مُتَعَلقَة بأسبابه، مقَام مَحل والدنا الَّذِي تعظيمنا على مثابته الْعلية مَوْقُوف، وأملنا إِلَى الله فِي عصمَة ذَاته الزكية مَصْرُوف، وقصدنا بالتشيع إِلَيْهِ، والاعتماد بعد الله سُبْحَانَهُ عَلَيْهِ مَعْرُوف، صَاحب الْجِهَاد المقبول، والرفد المبذول، أَمِير الْمُسلمين الكذا أبقاه الله وسعوده تسْتَأْنف الأبدار أقمارها، والمشيئة تجْرِي بأحكامه العادلة أقدارها، والبشاير عَنهُ صدرها وَإِلَيْهِ ابتدارها، وحروف الزَّمَان تنبسط بَين يَدَيْهِ أعذارها، وَتعرض ذنوبها على حلمه فننثال مِنْهُ اعْتِبَارهَا، وَالْملَّة المحمدية تنسدل بحياته الرضية أستارها، والفئة الغريبة تتمهد بهَا أوطانها، وتتجدد أوطارها. مُعظم سُلْطَانه الَّذِي يجب لَهُ التَّعْظِيم باستحقاقه، وموقر ملكه الَّذِي تجلت أنوار الْفضل الْمُبين بآفاقه، المرتقب من طلوعه على هَذِه الأقطار، صبحا مشرق

1 / 254