227
من بعده. فَأنْتم سلالة مجده، ومنقبة حَمده، ورأينا أَن تِلْكَ الْمُرَاجَعَة دون الْكِفَايَة، وقاصرة عَمَّا يجب من المبرة والحفاية، فخاطبناكم بِهَذَا الْكتاب، نؤكد سرورنا بِمَا ألبسكم الله من تِلْكَ الْحلَل، ونسله لكم تَمام الْقَصْد وبلوغ الأمل، فَنحْن الْآن نبدي فِي سنائكم ونعيد، ونسهب فِي القَوْل، وَأَيْنَ يَقع مِمَّا نُرِيد، ونروم أَن يَفِي الْكتاب، بِمَا ينطوي عَلَيْهِ لكم، وَهُوَ المرام الْبعيد، وَإِذا كَانَت السرائر يعلمهَا الشَّاهِد الرَّقِيب، ويرتب عَلَيْهَا المجازاة، فَهُوَ الْمجَازِي الْمُنِيب، فحسبنا أَن نكل خفيها إِلَيْهِ، وندنيه مِنْهَا بِمَا لَا يخفى عَلَيْهِ، فَالله ﷿ يهنيكم بِمَا أولاكم من منحة حافلة، وصنيعة فِي حلل الْكَمَال رافلة، ويسعد بهَا الأقطار، كَمَا [مهد بهَا] الأوطان، وَيسر الأوطار، ويجعلها فِي الْعقب بعد طول المدا بَاقِيَة، ويلبسها عصمَة مِنْهُ واقية، حَتَّى لَا يصرف شملها بعد الانتظام انتثارا، وَلَا طرف سعدها من بعد الْإِحْضَار عثارا، ويجعلها لنجوم عزكم مدارا، ولدعوة ملككم دَارا وقرارًا. وعينا فِي هَذَا الْغَرَض وَالْقِيَام بواجبه [الْمُلْتَزم] المفترض، من رجونا أَن يَنُوب عَنَّا فِيهِ أَحْمد المناب، ويمهد أفسح الجناب، ويشرح مَا لَا تفي بِهِ مَقَاصِد الْكتاب [وهم فلَان وَفُلَان]، وفضلكم كَفِيل بالإصغا لما يلقونه، وَالْقَبُول على مَا يودونه. وَالله يصل سعدكم ويحرس مجدكم [ويضاعف نعمه عنْدكُمْ]، وَالسَّلَام الْكَرِيم، الْبر العميم يخصكم، وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.

1 / 243